ازهار ال عبد الرسول ||
عيد باية حالٍ عدت ياعيد
بما مضى ام بآمر فيك تجديد!؟
ايامكم سعيدة عيدكم مبارك، ينعاد عليكم بالصحة - والامن - والامان، مفردات وكلمات تهنئة تطلق من باب المجاملة وحسب العرف ليس لها واقع ملموس في حياتنا وبلدنا، فقد تعودنا مع كل الاسف ان نعّيد على حرائق تلتهم اماكن من المفروض ان تكون هي الملجأ والمنفذ الوحيد للمرضى ولذوي الحالات الحرجة التي يطلبون الحياة والنجاة من علل وامراض ألمت بهم، فاذا هم بنار تلتهم اجسامهم الوهنة وعظامهم الخاوية فخلفت بقايا متفحمة لا يعرف هذا من ذاك، من شدة اللهيب لقابلية ما يسمى بالمشفى -الكرفان - للاحتراق، فاذا هي تشوى وتتفحم اجسادهم بلا ذنب، معايدة آخرى يعايدنا بها اشقائنا من الحضن العربي بشكل مختلف، فنرى ونسمع في سمائنا اصوات مفرقعات كما تطلقها البلدان في مناسباتها، لكن مفرقعاتنا من نوع آخر تمزقنا لا تفرق بين طفل صغير وشيبة وكبير، امهات وأباء واطفال خرجوا للتبضع وشراء ما يستلزمه العيد من ملابس جديدة وحلويات وبعض الاشياء كشموع واغصان ورود لاستقبال الضيوف والتقارب بين الأسر، والخروج مع الاقارب للاماكن الترفيهية ليغيروا من رتابة الايام ويفرحّوا الاولاد، فاذا هم اشلاء ممزقة تملىء الافاق دمائهم ممتزجة بعبق فرحة العيد والملبس الجديد الذي تحول الى كفن يلم شتات وبقايا لحومهم.
هذا واقع حال عيدنا، هنا تفجير! هناك مفخخة، هنالك حزام ناسف، حرائق بفعل فاعل، من بعيد انتحاري يهرول الى الاماكن المزدحمة بالناس ليمزق اكثر عدد من الضحايا! بالامس القريب كانت مأساة مول الكرادة حيث عيّد العراقيون على فاجعة راح ضحيتها اكثر ٢٥٠ شخص.
واليوم عيّدنا على فاجعة مستشفى الحسين في الناصرية ولحقها تفجير في حي الصدر، وغيرها وغيرها، لا اعرف لماذ عيدنا ممزوج بسيل من الدماء ومعجون بتقطيع الأوصال!؟ لماذا ولماذا ولماذا!؟ ما ذنبنا الذي اقترفناه وما هي جريرتنا!؟ هل لكم ديّن في رقابنا؟ الم يقل سيد الكونين (المسلم اخو المسلم) ماذا تسمون ارهابكم لنا!؟
ان كان للدين والمذهب مدخلية في ذلك، فانا اصرخ واقولها بالفم المليان انا شيعي وديني دين (محمد وعلي)عليهم السلام ان كان هذا الذي تقاتلونا عليه؟ ولكن القضية ابعد واكبر من هذا فهم يعرفون حق المعرفة ان زوال ملكهم وجبروتهم وطغيانهم قد آن وقته ودنى اجله على يد رجال اشترى الله انفسهم لا يداهنون الباطل ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون،
تراهم قد تكاتفوا وتكالبوا علينا باساليب شتى من قتل وترهيب وتجويع وتشريد وهجمة اعلامية شرسة واحكموا الطوق علينا ليزيدوا الخناق حتى بات هذا الشعب المسكين لا يجد ابسط مقومات العيش، حتى اصبح شبابه يطلبون اللجوء والهرب من هذا البلد بأي ثمن.
نعم قد نجحتم في اول نزال ولكن المعركة لم تبدأ بعد، هذا كله تمهيد وتمحيص لنا، فيا شعبنا العزيز افق من غفلتك، واصح من نومك، ( من نام لم ينم عنه )قول لامير المؤمنين عليه السلام، انه مهما اغفلنا فان عدونا ليس بغافل عنا فصبرا جميلا ومن الله العون، لذا وجب علينا ان نستفهم ونستنطق روايات اهل البيت كيف تصف هذا العصر وارهاصاته من وصف دقيق هدفهم (عليهم السلام ) ان نكون واعين لما يحاك ويخطط ليسلبوا منا الارادة ونكون مسيرين ممزقين ليسهل عليهم سحقنا وابادتنا.
الحمد لله الذي منّ علينا بمرجعية رشيدة وفتوى علوية حسينية شعارها هيهات منا الذلة قالها سيد الشهداء وها هو حشدنا المقدس جسدها في ساحات الوغى ضد اعتى هجمة وهابية، ومؤامرة دولية، فتصدى لها رجالنا وحرروا ما سُلب منها بمشاركة ودعم لوجستي ايماني، من جارة ذاقت منا الويلات في عهد المقبور، هي اول من مهد الطريق لدولة العدل (الجمهورية الاسلامية الايرانية) رجحت كفت الميزان، واعطت ثقة لهذا الشعب ان ينهض من جديد وينفض الغبار ويعد ويستعد للمنازلة الكبرى، بين يد خير خلق الله ارضا وسما ويقف بوجه الاستكبار العالمي، ليجتث أصول الظالمين ويطهر الارض من براثن الشياطين؛ ويقوي شوكة المسلمين ليبسط العدل ويحقق حلم الاولين والآخرين بحول من الله وقوة
انت - عيدي - يا كُل - عيد -امامي عجل فدتك الأرواح.
https://telegram.me/buratha