المقالات

إصبع على الجرح..السحت الحرام..

1518 2021-07-23

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

ليس من باب الخوض في مجال الفقه والتشريع فله رجاله ومن يختص فيه من ذوي العلم والعلماء لكنني إرتأيت أن اتوقف عند كلمة السحت وما دعاني لهذا هو ما سمعته من أحد يتهم غيره بإنه يأكل السحت الحرام .

 لقد جاء في كلام الله الكريم (وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) المائدة .

 السحت هو كل مال مصدره حرام  سواء أكان رشوة أم ربا أم سرقة أم اختلاسا أم خطفا أم اغتصابا فكل تلك الألوان وما ماثلها من السحت هي أخذ لحق الغير.

 وأخذ حق الغير له صور متعددة ، فإن أخذه أحد خفية فتلك هي السرقة وإن كان الإنسان أمينا على شيء وأخذه فهذا هو الاختلاس وكل ذلك أكل مال بالسحت الحرام . فالمال العام وثروات الشعب أمانة بيد الدولة وعليها ان تمنحه لأفراد الشعب بالعدل وفق الإستحقاق والمساواة وبما يؤمن الكفاية للجميع من دون تمييز في اباحة ما يمكن وصفه بالنهب والسرقة المعلنه في الرواتب الخيالية والإمتيازات اللامشروعة والأموال الطائلة التي يستلمها الرئاسات ونواب البرلمان والوزراء والدرجات الخاصة مقابل فتات ما يستلمه بقية ابناء الشعب من دراهم معدودة لا تكاد تكفي قوت العيال فضلا عن آلاف مؤلفة ممن يعيشون تحت خط الفقر والاف مؤلفة من الشباب العاطلين عن العمل .

السحت الحرام هو مصداق للفساد والفاسدين وكل من تبوأ منصبا لا يستحقه وأخذ اموالا لا يستحقها عملا ومكانة وكفاءة .

في ذات يوم  كتبت مقال تحت عنوان حبة الرمان انجبت شيطان ذكرت فيه بإختصار قصة حقيقية من النجف الأشرف عن رجل دين من استاذة الحوزة كان يصلي إماما في احدى باحات الصحن العلوي الطاهر وبعد انتهائه من الصلاة جائه جاره الذي يملك محلا للبقالة يشكو اليه من إبنه الصغير (سيد محمد) بإنه شاهده حين يجلس عنده وهو يسرق نقودا من درج المحل .

وفي اليوم الثاني جائه جيرانه الساكن في البيت الملاصق لبيته وهو يشكوا له من تحارش إبنه (سيد محمد) بإبنته فوق سطح الدار . وفي اليوم الثالث جاءه من يخبره إنه رأى ابنه (سيد محمد) يرافق شبابا في جلسة لشرب الخمرة .

هنا قرر رجل الدين الذهاب الى بيته والإختلاء بزوجته العلوية وطلب منها ان تعترف له بقصة ابنهما سيد محمد وان تتذكر كل ما يتعلق به قبل الحمل . أمهلها ثلاثة أيام لتتذكر وهددها بالطلاق إن لم تستجب .

بعد انتهاء المدة جائت له العلوية وهي تبكي وتقص عليه ما تذكرت .

قالت له : كنت حاملا به في الشهر الثاني وكنت انت وقتها في موسم الحج لبيت الله وذهبت انا للتسوق وقبل خروجي من السوق شاهدة الرمان عند البقال ولم يتبقى عندي حينها من النقود شيئا لكنني اشتهيت الرمان فمددت يدي وأخذت حبة رمان وتناولتها .

 قاطعها الرجل وقال لها كفى .

حبة الرمان أنجبت شيطان .

 أخيرا وليس آخرا علينا أن لا تستغرب من ملايين الشياطين الذين يملأون الشوارع ولله عاقبة الأمور .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك