محمد العيسى ||
إحساسنا بالغرور والمكابرة هو أمر قاتل،وتحدينا للاوبئة لم يجر علينا سوى المزيد من الموت ،ولنا أن نراجع التاريخ بعجالة لنرى الكم الهائل من الموت الذي حصل في العراق ،اثر تمردنا على الإجراءات والتحوطات الصحية ،خلال القرن قبل الماضي عندما حل مرض الطاعون ضيفا ثقيلا على العراقيين فحصد آلاف الأرواح ،دون أن يستشعروا الخطر القاتل الذي عاش بينهم وهم يرون الجثث والأموات تحرق كأنها أكوام نفايات.
العراقيون استعانوا آنذاك بأساليب بدائية لمواجهة الطاعون ،بل اعتمدالمسلمون منهم على الدعاء كوسيلة مثلى للتخلص من الوباء ،فلم يبق في بغداد على قيد الحياة إلا العدد القليل ،في الوقت الذي استعان اليهود بالعلم وباسباب الحماية الطبية فاستطاع اغلبهم أن ينجو من ذلك الوباء القاتل .
المشهد يتكرر اليوم ،فالعراقيون اقرب إلى الجهل والاهمال والغرور من اي وقت آخر ،فلاهم يلتزمون بإجراءات الصحة والسلامة كالتباعد الاجتماعي ،ولبس الكمامات ،وغسل اليدين والتعقيم ،ولاهم يتسابقون إلى المستشفيات والمراكز الصحية للتطعيم ضد فيروس كورونا ،ولالدى الدولة الإمكانيات اللازمة لاحتواء هذا الكم الهائل من المصابين .
اوروبا انتصرت على المرض وطوقته ،فهي تعود تدريجيا إلى وضعها الطبيعي ،لان فيها شعوبا متحضرة ،تدرك خطورة الموقف وتتعامل معه بأساليب صحيحة أما نحن فجهالنا يوسعون دائرة الجهل باحاديثهم وتنظيراتهم الطبية المقرفة ،فتارة ينكرون وجود الوباء وتارة ،يتهمون اللقاحات اتهامات شتى ماانزل بها العلم من سلطان
نحن نتقدم خطوات متسارعة إلى الموت وخاصة مع دخول السلالة الهندية (دلتا)إلى العراق ،وهذه السلالة اسرع انتشارا واشرس من سابقاتها وهي تصيب فئتي الشباب والأطفال بشكل مرعب .
سيحصل لنا ماحصل في الهند وسيكون العراق غير قادر حتى على دفن موتاه .
https://telegram.me/buratha