المقالات

دولة الفقيه بنظرة عقائدية..

2045 2021-07-23

 

مازن البعيجي ||

 

إن نظام الكون كما جاء في القرآن الكريم وكما بلّغت رسالات الأنبياء والمرسلين والمعصومين "عليهم السلام"، هو نظام يسعى الى الأخذ بعقول البشرية الى التكامل وتحمّل مسؤولية إدارة الأرض أو الدنيا وفق ما وصلت له المعارف البشرية عبر رسالات ذلك العدد الكبير من الرسل. بمعنى ان لا شيء من هؤلاء المرسلین قد أرسلهم الله عزوجل دون غاية عقلائية وتخطيط متقَن هادف يريده خالق الكون والمكلَّف به ذلك العدد من الهداة والمرسلين.

حيث دلَّ على ذلك الكثير من الآيات القرآنية.

(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات ٥٦.

(وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَكُمْ خَلَٰٓئِفَ ٱلْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍۢ دَرَجَٰتٍۢ لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآءَاتَاكُمْ  إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌۢ) الأنعام ١٦٥

وهذه الغاية أي "العبادة" لابد لها من خرائط توصِل إليها ومجتمع قادر على التطبيق واستيعاب ماتبتغيه السماء سواء عرفنا العلة أم كانت العلة توقيفية! وما مسير المرسلين إلا خارطة طريقٍ للتكامل، رغم أنهم لم يبلغوا النجاح مع مجتمعاتهم، بل البعض قضى قتلًا وصلبًا على أيدي تلك الاقوام والمجتمعات.

من هنا لابد من سؤال ملحّ، إذا كان كل هذا العدد - من الأنبياء - لم ينجح وهم مائة وأربعة وعشرون ألف نبي! ترى متى ننجح نحن ونحقق الحضارة الإسلامية التي يريدها القرآن ولنا أسوة في رسول الله ومن بعده من الاوصياء والصالحين؟!! فهل علينا التردد أم القطع في انّ معضلة النجاح قد تحلّ او قد لا تحصل؟!!  في الوقت الذي نجد القرآن قد قطع الطريق على المترددين حينما جزم أن  الحضارة وقيام المجتمع الإسلامي وسيادة الحقّ هو وعد حاصل لا محال بدليل قوله عزوجل:

(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي  الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) الأنبياء ١٠٥ . والصالحون هم المجتمع المنتظِر بكل أطيافهِ ، وهم المصداق القرآني المتمثّل بخاتم الأوصياء من ذرية خاتم الأنبياء صلوات ربي عليهم أجمعين في ذلك الأمر المناط به الى الإمام الغائب المهديّ المنتظَر وهو الوريث الشرعي للقيام بمهمة بناء ذلك المجتمع الراقي والقرآني الذي ينتهي الى خلافة الأرض ومَن عليها،

ولو بحثت في عصورنا المتأخرة هذه سوف لن تجد غير إيران الإسلامية مصداقا قد نال ذكرها إهتمام المعصومين "عليهم السلام" بشكل صريح وواضح، ما يعني ويؤكد أنها دولة الفقيه التي سوف تقوم بدور التمهيد والإعداد والبناء للقائد الأقدس ليرث من خلالها القيادة والسيادة المهدي الموعود "عجل الله تعالى فرجه"

وهذا عين عقيدتنا وذات ايماننا  بموضوع دولة الفقيه بل وإيمان الكثير من علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم بالحق كما أحد الأمثلة من كثير ذلك العالم الكبير آية الله العظمى السيد الحائري حيث يرى أنها تلك الدولة التي سوف تسلّم الراية لوليّ العصر "أرواحنا لتراب مقدمه الفداء"

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك