المقالات

دولة الغريُّ تحت ثرى المتفقّد..

1895 2021-07-21

 

-مازن البعيجي ||

 

هذه الدولة -الغريّ- تقع على خارطة النجف المشرَّف بأمير المؤمنين "عليه السلام" حامي الحمى، لكنها ليست على ظهرها، وإنما تحت ثرى ترابها، توزعت فيها القبائل والأسر كما في الدنيا لكنها قبائل بلا عراك ولا مشاجرات ولا سماع دويّ أنواع السلاح، وما ينتج عنه حين يسقط منه المئات بل الآلاف! أمة تحت التراب لا اختلاف في وِجهاتها وكلها تنام منذ أول زائر لها على خدّها الأيمن ووجهًا نحو الأمير والسلطان علي "عليه السلام" فلا هي تشبه اختلافنا وتخلّفنا والبعض منا له ألف وجه ووجهة! بل حتى هناك من وجهه نحو السفارة ومنها يأخذ ملامحه! واخرون فيما بينهم مختلفون ويختلفون ممكن على أتفه الأشياء، فترى الوجوه متعاكسة كل ينظر لجهة ما يراها أميره وهواه! لكن شعب الغريّ إنتهى بينهم النزاع وقضي الأمر بحكم وقرار من قاضي القضاة أحكم الحاكمين!

هذا الشعب الذي اختلفت له سبل الوفود، بل وتعدّدت له طرق أخذ فيزة القدوم لهذه الأرض والعيش في باطنها، فمنهم مضى نحوها بقافلة المرض وآخرين بقافلة الحوادث صغيرا كان ذا الوفاد أو كبير؟! إلا أنّ قسمًا منهم قدِموا وفي يد كل واحد منهم سراج منير، كل نازل منهم يضيء محيط ما يتسع له قوة سراجه والقبس.

قوم لا ترى لهم غير شواخص وعناوين فتحات يعرفها خبير التجنيس والتفويج برتبة دفان يمتهن صناعة بيوت التراب، بعد أن كانت الأجساد لا تطيق رذاذه المتطاير فكيف بكَمّ تلك الاطنان التي منه على المحاجر؟! وذات المساحة التي لاتعدو شبر اليد وأربعة أصابع!

ربيعهم يوم تأتي أفواج السائحين وتقف على شرفات قبورهم يذرفون ما تنتعش به سرائرهم على قدر ما تهطله آماقهم بما يعتصر الأرواح، إنهم أقوام عبر عنهم بليغ الكلام واميره قائلا

(وَإِنَّمَا الْأَيَّامُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ بَوَاكٍ وَنَوَائِحُ عَلَيْكُمْ أُولَئِكُمْ سَلَفُ غَايَتِكُمْ وَفُرَّاطُ مَنَاهِلِكُمْ الَّذِينَ كَانَتْ لَهُمْ مَقَاوِمُ الْعِزِّ وَحَلَبَاتُ الْفَخْرِ مُلُوكاً وَسُوَقاً سَلَكُوا فِي بُطُونِ الْبَرْزَخِ سَبِيلًا سُلِّطَتِ الْأَرْضُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَأَكَلَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ وَشَرِبَتْ مِنْ دِمَائِهِمْ فَأَصْبَحُوا فِي فَجَوَاتِ قُبُورِهِمْ جَمَاداً لَا يَنْمُونَ وَضِمَاراً لَا يُوجَدُونَ... ) .

إنها دولة لا يعترف بها الطغاة ولا المستكبرين ولا العملاء ولا شاقّي عصا الطاعة والأخوة ولا من تجمّلت الدنيا بعينه وأخذ قاعها يستهويه ويبني له قلعة كتب عليها أهلا بوجه لن يفلح بعدها أبدا! أرض وشعب يراهم الاباطرة متجاوزين ولابد من هدم قبورهم، فحتى قبورهم تصلح للفساد وبيعها تارة اخرى ومنها يصنع باب مشرع للاقتصاد! نعم هي أمنية القلائل والذي عاش التوكل دون التحايل، لأنه يعرف ساكنها ومن حوله من رسل وصالحين وقنطرة التقوى فقط نياقهم، إنها أرض الغري التي قال فيها الشاعر يوم رقّت له قافية معنوية؛

لذنا بقبرك والقبور كثيرة

       لكنَّ من يحمي الجوار قليل!

(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)الانفطار ٤-٥

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك