محمد العيسى ||
لم يكن ماحدث من تصعيد دموي في العراق خلال الأسابيع القليلة الماضية ، غريبا ومفاجئا ،خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات ،التي صدق السفير البريطاني في العراق بوصف ماسوف يحصل في العراق ،قبل الانتخابات بأنه كارثي ودموي .
وبالرغم من اعتراف تنظيم داعش بمسؤوليته عن تفجير مدينة الصدر الانتحاري ،وبالرغم من أن ماحصل في مستشفى الحسين في الناصرية ،كانت له أسباب عديدة حسب تقديراتنا ،الاان كل هذه التداعيات لاتعني بالمرة أن الحكومة هي المسؤول الأول والأخير عن الأعمال والحوادث والخروقات
الحكومة مسؤولة لكونها تمتلك الإمكانيات الكافية لمنع مثل هذه الحوادث ،فمثلا في محرقة مستشفى الحسين في الناصرية ،الم تكن الحكومة تمتلك الادوات والسلطة لمنع هذه الحادثة الأليمة ،فاذا تعللت الحكومة بأن رجال الأمن في المستشفى لم يكن باستطاعتهم منع المرافقين من إدخال ادوات الطبخ والمواد الحارقة إلى المستشفى بسبب فقدان الأمن وضعف هيبة الدولة ،.اتساؤل هنا الم تكن من مهمات الحكومة عند أول تشكيلها ،هي إعادة هيبة الدولة وإجراء انتخابات مبكرة ؟والامر كذلك في مدينة الصدر الم تكن الحكومة هي المسؤولة عن هذا الخرق الكبير ،فنصف موارد العراق تذهب للأمن والدفاع في العراق وعلى مايبدو فإن الأمن فقد في هذا البلد بسبب ترهل الحكومة وانشغالاتها الفيسبوكية ،وهذا الترهل قد أنجر على القوات الأمنية أيضا .
ندرك تماما أن هناك مؤامرة دولية وإقليمية لتأجيل الانتخابات بعد أن وجدت تلك الأطراف والدول أن حظوظ التشارنة والجوكرية باتت ضعيفة ،وبالتالي فإن تاجيل الانتخابات ،ربما سيساعدهم على ترتيب الأوراق من جديد ،والضحية دائما هو الشعب الذي فقد حتى بصيص الامل في حياة كريمة وامنة ،ويبدو أن حكومة المستشارين عاجزة تماما عن مواجهة هذه التحديات وبالتالي فإن اقالتها أو استقالتها أمرا واقعيا في ظل تلاحق الأزمات والكوارث .