المقالات

دور المرأة في الحياة


 

 عبد الحسين الظالمي ||

 

اذا كان الوجود والسموات قد رفعت على عمد  فالحياة وادامتها رفعت على عمودين  هما المرأة والرجل  فلا يمكن تصور ادامة الحياة واستمرارها  بدون وجود هذا الثنائي وكل واحد من هذا الثنائي  يعود بفضل وجوده على الاخر وقد منح الله لكل واحد من هذين القطبين دوره في الحياة والذي لا يستطع الاخر القيام  به الا تطفلا فهم قطبين الكهرباء  لكل واحد منهم دور  وباكمال  الدوره بينهم يسطع النور وتدور محركات الحياة .

من هنا  ندرك دور المرأة في ادامة الوجود  البشري واعمار الارض.

لذلك تعد المرأه ركيزه اساسية من ركائز الحياة وبالتالي ركيزه مهمة في المجتمع وطلما تشكل ركيزه اذا بدون هذه الركيزة يختل البناء وينهار فهي اول من يحتضن الوليد الذي يشكل عنصرا من عناصر الوجود وهي من تتولى اعداده  وخراجه الى المجتمع ليكون عنصرا فاعلا  سواء ذكرا  كان او انثى .

المرأه هي الام التي نقدسها والزوجه التي تستحيل الحياة وتصبح جهنم بدون وجودها  وهي البنت التي تهب البيت نسمات الرقه والحنين وتفيض على البيت طابع الرقه والجمال  والذوق  وهي زوجة الابن التي تكون الامل في ادامة الاصل بوجود الفرع لتعالج حالة نفسيه لدى الوالدين . ( نزعة الاستمرار والخلود النسبي ).

اذا المرأه هي ركيزه الوجود وقناة ادامة  النسل البشري  كما هو  في بقية المخلوقات وهذا دور تكويني لكل الوجود  سوى واجب الوجود الذي يتفرد بالوحدانية وما سواه ثنائي  الوجود ( وخلقنا من كل شىء زوجين اثنين).

اما دورها في المجتمع فهي كفه اخرى من الميزان الذي بوجودها  تعرف  قيم الاشياء والامور وبها تقدر مقادير الحياة.

فهي عنصر بناء تشارك الرجل وضع لبنات البيت والاسرة وبالتالي المجتمع وهي عنصر فعال حين تشارك الرجل مهامه خارج البيت في التعليم والخدمه والاعلام  والتربية  والسياسة.

الرجال قوامون على النساء بالواجبات والمهام وهذا دورهم الوظيفي الذي لاجله خلقهم الله بهذه الصورة وليس كما يعتقد البعض ان القيمومة هي الهيمنه والتسلط  بما يخل بالعدالة لان الاخلال   مخالف لحكمة الله في خلقه .

خلق الرجل بهذه الصوره ليواجه الحياة  وخلق المراة بهذه الصوره لتكون الوجه الاخر للعملة التي بدونها  لم تكن ورقة العملة ذات قيمة ابدا فبين الشدة والغلضة التي تتطلبها الحياة من الرجل  لابد من الرقة  والجمال  والذوق  للتعادل كفتي الحياة.

اذا دور المراة دور وجود وهو اقدس دور تشارك به زوجها في الحياة.

ومن اكثر الامراض في مجتمعها هي ان نصور العلاقة بين عملاقين الوجود ( الرجل والمرأه) هي علاقه غريزية وهذا ظلم لان ذلك يجعل خليفة الله في الارض مساويا لباقي الكائنات وهذا لايصح مطلقا  لذلك جعل الله ميزان التفاضل هو التقوى وليس نوع الجنس ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ).

لهذا الحكمة الالهية  التي جعلت من زينب بنت علي عليه  السلام صورة عملية لدور المراه الرسالي عندما يضحي الرجل بكل ما يملك  وهنا ياتي دور المراه لتكمل ذلك الدور  دون ان تتعلل بكونها امراه  مثلما كان دور امها انها سر الولاية  و وجود الائمة الاثنى عشر .

هذا الدور المعتدل في الاداء فلا افراط ولا تفريط لاننا امة وسط لا قهر وتنكيل

وتقليل قيمة واهانة  ولا تميع وانحلال لتكون سلعه لانها جوهرة ومتى ما اصبحت سلعة فقدت قيمتها الوجودية  ودورها الرسالي ..

بعد ان ذكرنا  دور المرأه واهميتها في الحياة علينا ان نذكر سلبيات هذا الدور للاسف  نحن نعيش في مجتمع توارث عادات وتقاليد  لم يكن قادرا على تجاوزها بسهوله رغم الحرب الضروس التي شنها الاسلام على تلك العادات والتقاليد  ورغم ذلك بقى البعض منها يمارس في الحياة. وهذه  تشمل الرجل والمراة  و منها هيمنة الرجل  وتسلطه وانفراده في شوون الحياة

ومنها التعسف في قضية تعدد الزوجات ومنها النضرة   الدونيه لدور المراه والذي يتصور البعض انها خادمة فقط  ولا يفرق بينها وبين  الجاريه او الخادمة فهي الاميره في غرفة النوم  وناقصة  العقل خارجها  هذه الازدواجية الغريبة في التعامل جعلت المجتمع يعيش حالة انفصام في الشخصية.

ومنها عدم افساح المجال لها لتطور نفسها وتنهض في مسؤولياتها .

ومن الامور التي تتحملها المراه انها استسلمت للواقع المرير .

ومنها انها اكتفت بالقال والقيل والغيره المفرطه والشك  والخوف المفرط من المواجهه 

ومنها اسلوب النكد  والشك وعدم ادراك الامور في اطرها الواقعيه وليس العاطفيه فقط

ومنها  عدم قدرتها على الموازنة  بين متطلبات الحياة .

واخطر الامور عند المراه هي ان تخلل الى عقلها وصدقت بها هي كونها امنت  بان دورها مع الرجل دور ثانوي

وعليها ان تكون في المؤخره في كل امر يتعلق في حياتها   فاذا كان دورها في وجود الحياة  بهذا المستوى فكيف يكون دورها في السياسة والاعلام   والقيادة  رغم اننا نعي  ان وجودها هو الطريق الامثل لتعبير عن دورها ومتطلباتها فهي اعرف من غيرها لمًا تريد تحقيقه لتعزيز  دورها .

وبالتالي قيدت نفسها بقيد الواقع المفروض ورتضت ان تبقى بدون تعليم

وبذلك جنت على  الاجيال بجهلها ،

ومن ا لنساء ما ذهبت مغالية  في دورها او ردت فعلها على الواقع لتصبح سلعه  تحت كذبة الحريه الشخصية والمساواة  وبذلك واجهت الشعوب

حالتين  امراه متخلفه عاجزه ضعيفه  لا تستطيع اداء دورها وامراه اخرى اصبحت سلعه فقدت دورها الحقيقي بينما المطلوب ان تكون هي جوهرة الحياة التي تحافظ على دورها وقيمتها  في الحياة من خلال الاعتدال  بين ما لها وما عليها

وقد صور الاسلام لها هذا الدور

وترك لها نماذج في الحياة لتكون  لها اسوة   تعيش الخلود  وما اكثر هذه الطاقات بين النساء اليوم فعلا انها طاقات معطله الا ما ندر   وحتى من شقت طريقها في الحياة لازالت تعاني من عقدت النظرة  الغريزية   للرجل ومن عقدت الدونية  والخوف الدائم من ابن جنسها البشري   والذي تتصوره ذئب يريد افتراسها ( نتيجة السلوكيات الشاذة والفهم القاصر )  ومن عقدة الفهم القاصر لمبادىء الاسلام وافكاره حول المراة   فلا زال المجتمع يعيش الازدواجية  في النظرة (فهي ام مقدسة  تفدى بالروح ولكنها  كازوجة عليها ان تكون في المؤخره ) علما انها نفس المرأه   ناهيك عن وضعها فيما اذا فشلت تجربة زواجها  فاتلك  مصيبه كبرى  .

 والخلاصه نقول ان اعطاء دور المراه الحقيقي لتكون مجتمعا راقيا  يتحمله الرجل اولا  من خلال تغير نظرته لمشاركة المراه له في الحياة وتتحمله المراه  لتعي دورها وتطور  نفسها وتنهض بواجباتها وتترك  العادات البالية التي اصبحت من الامراض المزمنه عند النساء  وما اكثرها للاسف في عموم الدنيا.

 فما تعيشه اغلب النساء في الحياة اما تخلف وهامشيه واما تحلل وانفلات  وتمرد على الواقع رغم اننا نقر ان هناك تطور ايجابي  عند الكثير من النسوة   في فهم دورهن في الحياة  ولكنا لازلنا نحتاج الكثير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك