المقالات

من يتحمل مسؤولية محرقة الناصرية..الحكومة ام الشعب!؟

1055 2021-07-14

  محمد العيسى ||   ربما لم يجرأ أحد على تسمية المقصرين الحقيقين في كارثة مستشفى الحسين في الناصرية  لكنني على عجالة سوف أشير إلى الأسباب الحقيقية وراء هذه الحوادث  المأساوية المتكررة ،والتي تعصف بواقعنا المهلهل بين الحين والآخر . فمسؤولية اي قضية سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو خدمية لا يتحملها طرف دون طرف ،  فالمسؤولية تضامنية  شئنا أم ابينا،بمعنى أن يكون لكل طرف حدودا معينة في التعامل والتعاطي مع مفردات هذه القضية ،فلايمكن أن نحمل الحكومة المسؤولية الكاملة دون الأخذ بالاعتبار الأسباب الأخرى ،والاسباب الأخرى حتما يتحملها المجتمع ،فمثلا لايمكن أن نحمل الحكومة  وحدها مسؤولية نظافة الشوارع  ،دون أن يكون للمجتمع مسؤولية تضامنية في الحفاظ على نظافة البيئة ،وكذا بقية القطاعات،ففي القطاع الصحي مثلا ،مسؤولية الحكومة تكمن في بناء المستشفيات الآمنة والجيدة وكذلك توعية الناس على مخاطر الأوبئة وكذلك فرض القوانين الصارمة ،ان اقتضى الأمر لمحاسبة المتهاونين مع فرض إجراءات الصحة والسلامة ،وكذلك فإن الحكومة مسؤولة مسؤولية مباشرة في مواجهة  الفساد المستشري في دوائر الدولة وخاصة في قطاع الصحة ،ايضا على الحكومة التشدد في قضية منع ادخال المواد التي تساعد على أحداث الحرائق كأدوات الطبخ وغيرها. هذا جانب من المشكلة الاان الجانب الآخر هو الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع ،الذي غالبا ما يحمل الحكومة والأحزاب مسؤولية اي خراب يحل به ،فلايمكن باي شكل من الأشكال تحميل  الحكومة كل أسباب  التقصير ولايمكن تحميل كل الأسباب للمجتمع فالمسؤولية كما أسلفنا تضامنية . ربما لم يسأل المواطن نفسه يوما ،عن الأسباب التي أدت إلى أن العراق يتصدر الدول العربية من حيث الوفيات والاصابات بوباء كورونا ، ومن المقصر في هذا الجانب،والجواب  واضح ياسيدي  من هو المقصر . المقصر هو المجتمع الذي أخذ يصدق الاشاعات ويتهاون كثيرا مع إجراءات الصحة والسلامة ،فالمجتمع مسؤول مسؤولية مباشرة عن انتشار الوباء ،والذي سيضغط بالنتيجة على دوائر الصحة لفتح ردهات عزل إضافية تفتقد لشروط الصحة والسلامة والتي أدت لكل تلك الكوارث ،وكذلك المجتمع مسؤول عن هذا الانفلات الأمني ،فلايستطيع مثلا اي  رجل أمني أن يحاسب من يخرق القوانين ويتجاوز على الحقوق العامة والتجاوز على الملاكات الطبية والأمنية ،تخيل لو أن رجل أمن منع مواد الطبخ في أي ردهة عزل ماذا سيحصل له وكيف يمكن أن يتعامل معه مرافقو المريض أو غيرهم . الدولة فقدت هيبتها والذي افقد هيبتها هي تظاهرات تشرين وتداعياتها ،فرجل الأمن  يشعر أنه غير محم فإن  لم تطاله الحكومة بعقوباتها حتما ستطاله العشيرة  (بدكاتها) نحتاج إلى ثورة   قيمية  مجتمعية ونحتاج إلى حكومة قوية تستطيع أن تعيد هيبة الدولة وتحارب الفساد بشراسة متناهية  والافنحن قادمون على حرائق شتى وفي أماكن وقطاعات مختلفة  .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك