المقالات

واذا " أم الخرسان" سئلت. باي ذنب قتلت؟

1238 2021-07-13

 

حمزة مصطفى ||

 

لم يكن الله سبحانه وتعالى يحتاج إلى جواب منا نحن البشر حين قال " واذا الموؤدة سئلت. باي ذنب قتلت". " أم الخرسان" التي قضت في حريق مستشفى الإمام الحسين بالناصرية لا تحتاج هي الأخرى الى جواب منا عن سبب مقتلها حيث تعمل ماسحة لارض المستشفى الخربة لكي تعيل أطفالها الخرسان. هي تعرف كل الأسئلة وكل الأجوبة. والأهم انها تعرف متى تموت وكيف تموت ومن يكفنها اذا بقي من جسدها شي يصلح لقبر في بلاد أدمنت المقابر جماعية وفردية. ماتت أم الخرسان وبقي الخرسان ينطقون بكل لغات الأرض. ليس مهما كيف ماتت حرقا أم حرقة؟ خنقا أم اختناقا؟ لوعة أم حسرة. الموت كما يقول الشعراء واحد وان تعددت أسبابه. لا تنطبق هذه القاعدة على " أم الخرسان".

 أم الخرسان فوق القواعد والاحتمالات. ماتت مرتين. مرة في الحياة ومرة في الموت. كانت تموت حيث لا تجيد سوى مهمة مسح الأرض لكي يعيش الخرسان. واليوم عادت للحياة بعد أن رفعت شهيدة من أجل يحيا الخرسان بارثها الوحيد الذي تركته لهم وهو قرار الدولة عدها شهيدة واكيد سعيدة لان الخرسان من بعد موتها سيعيشون على راتب شهري ياتيهم نهاية كل شهر بالكي كارد أو الماستر كارد أو أي كارد.

 سيسمن الخرسان لان الطعام سيكون وفيرا، والماء صالحا للشرب. لكنهم سيتساءلون عن غياب الام التي كانت صرتها المليئة بما يتبقى من صمون جاف بمبنى السندويج بنل تعادل صورتها وهي تبتسم لهم مع كل .. اه. أو ونة.

غابت صورتها وشيلتها وحنانها الجارف وصوتها الذي يحمل كل اللوعات. سيبقى شبحها يحوم حول الخرسان ناطقا بلغة بابجدية جديدة لا حروف لها قابلة للنصب أو للجر أو للكسر. لكنها تعادل كل الابجديات. صمت الخرسان الابدي يستحيل إلى صرخة مدوية تعيد طرح كل الأسئلة ولا جواب. اعطوني جوابا لسؤال القرآن عن الموؤدة اعطيكم جوابا عن سؤال الخرسان عن الشهيدة.

لك الحمد مهما استطال البلاء

ومهما استبد الالم

لك الحمد أن الرزايا عطاء

وان المصيبات بعض الكرم                                  

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك