المقالات

الجيوش النظامية لم تعد قادرة على الدفاع عن أوطانها..!

1999 2021-07-11

 

محمد العيسى ||

 

ثبت من خلال التجارب الماضية والراهنة ،ان الجيوش النظامية لاتستطيع أن تدافع عن أوطانها بوجه الجماعات الأيديولوجية ،ولعل تجارب سوريا والعراق وافغانستان ،اقرب أمثلة تساق في هذا التعبير ،فلم يعد السلاح كافيا لهزيمة الجماعات الدينية المتطرفة التي تعتمد أسلوب التضحية والاندفاع الشرس سبيلا للانتصار ،فداعش انتصرت في العراق واستطاعت أن تهزم الجيش العراقى المدجج بالسلاح في برهة زمنية قصيرة ،وكذلك كانت قد انتصرت في سوريا ،رغم أنها تقع في خط المباشرة مع إسرائيل ،وكان مهيئة للتعامل مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بكل ماتمتلك من عدة وعدد ،وكذلك في أفغانستان ،فالمشاهد اليومية المتكررة أثبتت عدم قدرة الجيش الافغاني على مواجهة حركة طالبان ،رغم التحضير والتجهيز الأمريكي على مدى أربعين عاما.

الحرب اليوم ،حرب ايدولوجيات وحرب عقائد ،ومن يتمسك بعقيدته أكثر فسيكون انتصاره اقرب .

من هنا لابد أن نشير الى تجربة الحشدالشعبي ،فهذه القوة التي تشكلت بفتوى دينية وتضم في عمادها قادة مجاهدين تمرسوا على الصبر والتضحية والمطاولة ،هذه القوة حققت النصر في غضون ثلاث سنوات بعد أن وضعت لها القوات الأمريكية في العراق سقفا زمنيا يقدر بعشرات السنين .

أن الإرادة لاتهزمها غير الإرادة الأقوى ،والاكثر استعدادا للمواجهة ،ولذا فإن الدعوات لحل الحشد الشعبي أو دمجه مع باقي الصنوف الأمنية معناها إعطاء الضوء لداعش مرة أخرى للعودة إلى العراق ،وتحقيق ماعجز عن تحقيقه طيلة فترة وجود الحشد الشعبي .

ستهزم الجيوش مالم تكن لها عقيدة موازية لعقيدة الجماعات المتطرفة ،وهذا ماتدركه امريكا جيدا ولذا فهي تحاول إعادة السيناريوهات القديمة ،ولكنها دائما تصطدم بعقبة كأداء تحول  دون تحقيق أحلامها وهي وجود الحشد الشعبي الذي لايخضع لاجندتها ولاياتمر بأوامرها ،ولذا فإن بقاء قوات الاحتلال في العراق معناه تمهيدالارضية لعودة داعش للعراق ،وعودة داعش معناها مبررا معقولالوجودها ،و الحشد الشعبي يدرك تماما هذه اللعبة ،وقد أخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن الوطن دون الحاجة لبقاء قوات الاحتلال في العراق،فبقاء هذه القوات معناه سيكون العراقيين بعد أربعين  مجبرون على القبول بداعش ،كما أصبحت طالبان الان حقيقة واقعة في أفغانستان بعد أن  سيطرت  على ثمانين بالمائة من اراضي هذا البلد المنكوب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك