محمد العيسى ||
مرة أخرى تستهدف الطائرات الأمريكية مقارا للحشد ،في جريمة تكشف مدى الوحشية والهمجية التي تنتهجها الإدارة الأمريكية ضد قوات رسمية عراقية ترتبط عضويا بالقوات المسلحة العراقية .
هذه الجريمة التي تشكل عنوانا جديدا لانتهاكها المعايير الدولية والسيادة العراقية على حد سواء .
وسواء ادانها الإعلام العراقي المرتمي بأحضان الإمبريالية الأمريكية والصهيونية ام لم يدنها فهي جريمة تسجل ضد الإدارة الأمريكية وفقا للقوانين الدولية ومعايير حقوق الإنسان واحترام سيادة الدول التي ترتكب هذه الجرائم على أراضيها وضد قواتها المسلحة والتي تمسك قاطعا مهما ورئيسيا للتصدي للعناصر الإرهابية المتسللة عبر الحدود السورية _العراقية .
امريكا التي أصدر البرلمان العراقي قرارا يقضي بوجوب خروج قواتها من العراق مازالت تماطل وتعزز من وجودها في العراق دون أن يكون للحكومة العراقية اي موقف رسمي شجاع بضرورة تفعيل قرار مجلس النواب ،بل وأن هذه الحكومة اخذت تهادن وتجامل على حساب الدماء العراقية .
وهاهم الشهداء من أبناء الحشد الشعبي يسقطون مرارا وتكرارا دون أن يكون للحكومة العراقية أدنى احساس بالمسؤولية تجاه أبناء شعبها وأبناء قواتها المسلحة ودون أي أن يكون لدى الإدارة الأمريكية ابسط دليل على أن القوات التي استهدفتها هي من تقوم بضرب المعسكرات الأمريكية في العراق ،رغم أن حق المقاومة حق مكفول للشعوب بإخراج القوات المحتلة من أراضيها خاصة إذا كان مدعوما بقرار السلطة التشريعية بوجوب خروج تلك القوات .
امريكا لاتستهدف الحشد لانه يضربها ،بل لأن الحشد هو القوة الوحيدة التي تستطيع الوقوف بوجه توجهاتها وتوجهات لقيطها غير الشرعي (الكيان الصهيوني) كما أنها تدرك تماما أن الحشد الشعبي هو القوة الوحيدة التي تستطيع احباط مخططات داعش ،ان فكرت أمريكا بإعادة تأهيله من جديد ،كما فعلت ذلك مع طالبان في أفغانستان،ولعله لايخفى على احد أن السيناريوهات المحتملة لإدارة بايدن هي تقسيم العراق أو اقلمته ولايحدث ذلك إلا بإخراج الحشد الشعبي من المناطق الغربية ،واحياء التنظيمات الإرهابية لاستمرار بقائها الطويل في العراق خاصة أنها قد هيأت الشعب العراقي نفسيا لهذه الفكرة بعد أن سيطرت فكريا وإعلاميا على الكثير من العراقيين ،تارة عبر اعتماد أسلوب الشحن الطائفي وتارة عبر ايجاد منصات إعلامية وسياسية وثقافية لاحداث شرخ اجتماعي نوعي في مناطق الوسط والجنوب .
أن استهداف مقارالحشد الشعبي المتزامن مع استهداف منصاته ومواقعه الإعلامية والمتزامن أيضا مع إقامة استعراضه المهيب هو سيناريو تعده امريكا بهدوء للقضاءعلى هذه القوة الفتية بمساعدة قادة الكرد والسنة وبتعام واضح من قبل حكومة المستشارين .
وليس لنا الاان نعرف حقيقة واحدة ونرسخها في أذهاننا أن أمريكا عدوة الشعوب واي تغاض أو تعام عن هذه الحقيقة معناه انك وقعت فريسة سهلة بيدها وسوف تنهش لحمك دون رحمة أو شفقة كما ينهش الذئب لحم الشاة.
https://telegram.me/buratha