المقالات

من حقك ان تسال لكن للعقل راي اخر ..!


 

سامي جواد كاظم ||

 

صبي كلما يعود من المدرسة تساله امه هل استطعت ان تسال المعلم وتحرجه ، فيقول لها كلا فتقول فكر دائما وحاول ان تساله فيعجز عن الاجابة ، ودائما هنالك نوعين من الشك شك يقود الى اليقين وشك يقود الى التوهين ، نسال لكي نعلم امر رائع ولكن ماذا نعلم وماهي المعرفة التي نتعلمها من السؤال ؟

ليس من الصحيح عقلا ان نسال عن كل امر يعترضنا ، اي نسال الطبيب كيف شخصت المرض وماهي علامات المرض وكيف حددت الدواء واستعماله ، ونسال المهندس كيف صممت الخريطة وكيف حددت مواد البناء وماهي المعادلات الفيزيائية والحسابية للبناء ، ونسال الميكانيكي كيف توصلت الى عطل السيارة وماهي الادوات العاطلة وكيف استبدلتها ، ونسال الفقيه كيف استدللت على الحكم الشرعي وماهي الاية والحديث الذي يثبت ذلك ونسال ونسال ونسال ... نعم بالمنطق من حقك ولكن هذا الامر متعب جدا فانت لديك تخصص في الحياة وهناك من يستعين بك وفق تخصصك ومن حقك ان تجيب او لا تجيب عندما تسال عن سر عملك , فهنالك رجال اعمال لهم مهنتهم الخاصة ونستعين بخدماتهم وليس من حقنا السؤال عن سر مهنته ، ( اقضوا حوائجكم بالكتمان) اليس هنالك صناعات لا نستغني عنها لا نعلم كيف صنعت ؟

نعم تسال عن الشخص الذي تستعين به لخدمة معينة لتعلم الى اي مدى كفاءته وموثوقيته من حقك بل شرط على العقلاء، تسال عن الفقيه لتعلم اعلميته وعدالته هذا امر مفروض عقلا ولكن امنح الثقة لمن هب ودب وعند المصيبة احمل الاخرين سببها فهذه الحماقة بعينها .

هل يتحدث السياسي عن دهاليز عمله التي يقوم بها مع العلم انها المفروض ان تكون في خدمة المواطن ، وكم من جلسة سرية يعقدها السياسيون فيما بينهم للضرورة ولا احد يعترض عليهم ولكن العجب عندما تظهر اصوات نشاز لتنكر تقليد الفقيه مع العلم ان الفقيه لا يرغم احد على تقليده ومن يدعي ذلك فهذا غير مكتمل العلمية لان المكانة العلمية تفرض نفسها بما يصدر من احكام علمية وليس بنواهي ومنع من لا يتبعه .

وفي بعض الحالات لكثرة السؤالات تؤدي بصحابها الى الانفصام الشخصي والهلوسة والازدواجية في التفكير وكما نقول ( ضيع المشيتين)، الغاية من اقتحام ميدان المعرفة عندما تكون سيئة تكون النتائج سيئة على صاحبها وعلى من ينخدع به ، وكم من سيء دخل الحوزة لغاية سيئة بالرغم من ان ابواب الحوزة مفتوحة للجميع وليس فيها شروط على من يطلب العلم بل انها تعطي رواتبا لطلبتها من اجل تعلم العلم ، ولكن بعد سقوط النظام اصبحت ظاهرة دخول الحوزة او افتتاح حوزات ولا اعلم من اين حصلوا على الموافقات امر شائع ، وكل يدرس حسب قناعته اضف الى ذلك في اول يوم يدخل الحوزة يضع العمة على راسه وبعد اسبوع يترك الحوزة ليظهر من على شاشات التلفزيون ليقال عنه باحث ومفكر وعندما يتحدث يتبجح بانه كان من طلبة الحوزة وانه اطلع على علومها بينما هو لا يعلم حتى الخراطات التسعة .

ومصيبتنا الاخرى ان بعض من رجال الدين اقتحم ميادين ليست من تخصصه معتبرا نفسه حاكما شرعيا  ومن حقه التسلط على مؤسسات الحكومة وهنا تصبح السهام وحتى الطائشة منها تسقط على صدر المنظومة الحوزوية بسببهم . لو كان رجل الدين متخصص في مهنة معينة وبجدارة اضافة الى اطلاعه المعرفي على الدين فهذا لا باس به اما ان تشفع له العمامة باقتحام اي مجال عملي خارج تخصصه فهذا وزره كارثة .

دائما المرجعية تفضل ان يكون دور رجل الدين ارشادي توعوي يقدم النصيحة ضمن علميته وتخصصه حتى تسير السفينة بامان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك