المقالات

اخرج القمامة ياعراق  !؟


 

✒️عمر ناصر ||

 

سأستشهد اليوم بما فعلته زوجة عزيز سنجاري الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء عام ٢٠١٥ عندما قالت له وهي تعمل في المطبخ " اخرج القمامة ياعزيز !!! " فرد عليها : انا حاصل على جائزة نوبل !!! فردت عليه : " اذًا اخرج القمامة ياعزيز الحائز على جائزة نوبل!"

هذه العبارة استوقفتني واعادتني لزمن ليس ببعيد والقياس مع الفارق بلاشك عندما بدأت حرارة سوق الشهادات الدراسية المزورة بالارتفاع تدريجياً لتقلل من قيمتها وتزيد من ارباح المنتفعين من استخدامها وتزيد من الشكوك التي تدور حولها فيما لو كانت بالفعل شهادة رصينة ام انها شهادة ٥٦ كما يطلق عليها في المعنى الشائع ولتكون منافساً قوياً للفساد ودعامة ساندة لتردي التعليم وانحدار جودته واصبح من اقوى الاسواق الذي يمول العاملين بالوزارات والمؤسسات الرسمية بأفة الشهادة المزورة ، وبفضل كثرة الجامعات التي اصبحت بوابة قانونية وثغرة لتوجيه انظار رؤوس الاموال لزيادة قوة امبراطورياتهم المالية على حساب جودة الارتقاء بالتعليم ، حتى اصبح الكثير يستهزء بها ويصفها بانها " شهادة حاجة بربع " في ظل غياب واضح للمعايير والتخطيط العملي والتنموي المدروس وعدم وجود احصائيات حقيقية لمعرفة اي الحقول او الشهادات التي يعاني سوق العمل من عدم توفرها او وجود نقص حاد فيها من اجل العمل على ان يكون هنالك تنسيق حكومي عالي لتوفير فرص دراسة حقيقية ذات جودة عالية لنيل شهادات معتمدة على غرار ماتقوم به الدول المتحضرة وفي مقدمتها السويد.

تحتاج الدول المتقدمة الى البحث عن اماكن نائية لكي تقوم بطمر النفايات النووية لديها كالتخزين الجيولوجي العميق لسنين طويلة حتى يتحلل النشاط الاشعاعي ويفقد تأثيره الخطير او في اعادة التدوير ، كذلك الحال اليوم نحتاج في ان نبدأ بأيقاف منهجية امتهان التعليم وترديه لانه قطعاً سيبدأ بلفظ انفاسه الاخيرة خصوصاً بعد ان اعلن مؤشر دافسو عام ٢٠١٩ بأنه اخرج ست دول عربية من جودة التعليم في العالم ومنها العراق .

 ما اود قوله هو ان السياسة كالملوك الذين اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة قد دخلت لكل جزئيات الحياة العلمية والاجتماعية والثقافية في العراق وبدأت تنخر تدريجياً في نخاع عظم اهم مفاصل الدولة وهو التعليم الذي يقاس من خلاله مدى رُقي وتطور الدول وشعوبها ، يرجع ذلك الخلل بلاشك الى وجود اخفاقات وفشل متعمد في استراتيجية ادارة الدولة الذي جاء نتيجة عدم وضع المسؤولين المناسبين في الاماكن المناسبة واعلاء شأن التعليم الاهلي اكثر من التعليم الحكومي الذي لايثق به اليوم اغلب الناس بسبب الفشل في الادارة و لاضير من حدوثه بعض الاحيان على اعتبار انها مخلفات نتجت من الاجتهادات سيدونها التاريخ الذي هو الوحيد الذي له الحق في تسجيل الشاردة والواردة ولايرحم  احداً احياناً كثيرة، واذا كان عزيز سنجاري قد اخرج القمامة رغم مكانته العلمية فهل سيخرج العراق قمامته المتشبثة بالكراسي والانانية  ؟

انتهى …

 

عمر الناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك