ناعم علي الشغانبي ||
في كل عام تتجدد الذكرى الحماسية فينا . لنستذكر ذلك النداء الالهي الهادر الذي انطلق من ازقة النجف الاشرف ، ويصدح فيه من على منبر كربلاء العزة والكرامة ، ليلملم جمع العراقيين ، بعد ان كادت تفرقهم النعرات الطائفية المقيتة .
على مر التأريخ عودتنا عمامة المرجعية ، ان تكون لها كلمة الفصل ، في وقت يتكالب فيه اصحاب المصالح ، ومريدي الهوى ، على جلب المكاسب والامتيازات .
المتتبع للوضع العراقي يلاحظ جلياً ، كيف تمكن الاعداء ان يفرقوا بين ابناء الشعب العراقي ، وزرع الفتن بينهم على حساب القومية والطائفية والعرقية والمذهبية .
ولم يكتفي الاعداء بذلك ، بل تغلغلوا ليتمكنوا من ان يفرقوا بين ابناء المذهب الواحد ، مما ادى الى ان يتحول البعض الى ادوات عمل لصالح الغير دون ان يعلموا !!!
وفي ضل هكذا صراعات ومناكفات ، تمكن العدو المتربص من اذناب البعث الحاقد وممن ساعده من الدول التي لا تريد للعراق الخير ، ان ينفث سمومه تحت مسمى الطائفية ، ليضلل الكثير من اهالي بعض المحافظات ، ليكونوا مطية لتنفيذ اجندته الخبيثة .
فحدث ما حدث ، من انتهاك للمبادئ والقيم ، ولكل مفاهيم الاخلاق الدينية والعرفية ، محاولاً جر البلاد الى حرب ضروس لا يسلم منها احد . بل تتمدد لتشمل دور الجوار العراقي ، كون العراق هو البلد الذي يعد المحور الرئيس لاستقرار او اضطراب المنطقة .
ومن جراء هذا الحدث المخيف الذي ادى الى سقوط اكثر من اربع محافظات ، بمستويات مختلفة ، وكذلك التهديد الحقيقي للعاصمة بغداد .
نعم ... اصيب الجميع بوهلة وحيرة من امرهم ، واضطربت الاوضاع ، واذهل اصحاب الحيل والمصالح عما جرى ، لانهم ايقنوا ان ما حدث بتدبير منهم قد يعود عليهم ، ويقضي على نزواتهم وشهواتهم الدنيوية .
فبعض اخذ يرزم حقائبه ، واخر يفكر بطريق للهروب ، وجمع حارت به السبل كيف يخرج من هذا المأزق الذي وضع نفسه فيه دون تفكير وتأمل .
وهناك اعين بدت تربوا نحو الغري ، وقلوب اشرأبت نحو مرقد علي ع ... وكلها ايمان بوجود حل لهذه المصيبة التي حلت بالبلاد والعباد .
واذا بالنداء الحسيني السيستاني صادحاً . من مرقد ابي الاحرار ع مردداً ...
(( إن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي ، بمعنى أنه إذا تصدى له من بهم الكفاية بحيث يتحقق الغرض وهو حفظ العراق وشعبه ومقدساته يسقط عن الباقين.
ومن هنا فان المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الارهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم عليهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية . ))
فهب ابناء العراق والمرجعية الغياري ، ليسجلوا موقفا حماسيا وحسينيا اخر ، اعاد للامة الاسلامية الحقة مجدها وعلوها وعزتها .
ولا ننسى الموقف البطولي والاخوي للجمهورية الاسلامية الايرانية وقيادتها ، التي قدمت الدعم الكامل لحكومة العراق وشعبه في حربهم ضد الارهاب الداعشي الاعمى .
وكذلك الدور الداعم من فصائل المقاومة ، في تقديم الدعم والاسناد والاستشارات العسكرية والفنية الاخرى .
ويبقى المجد كل المجد لصاحب الفتوى التي تحقق بقولها النصر .
واخيرا ً ...
نبعث تحية حب واحترام وتقدير الى رجال الحشد المقدس المرابطين في سواتر القتال ، وتحية حب واحترام الى الشهداء الكرام ممن سالت دمائهم لتعبد طريق الاجيال ، وتحية عز وكبرياء الى الذين توسموا بوسام الشرف من الجرحى والمعوقين جراء المواجهات البطولية ضد التكفيريين الاوغاد .
وما النصر الا من عند الله ...
https://telegram.me/buratha