المقالات

إصبع على الجرح..في رثاء المرحومة (عيب) .

1565 2021-06-05

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

لمفردة عيب في اللغة العربية اكثر من معنى ودلالة فقد تأتي إسما (عيب) ومصدرها عاب او عيّب وفد تأتي فعلا  يعيب تعييبا فهو معيّب والمفعول معيّب .

عيَّب فلانًا جعله ذا عيبٍ ومَنْقصةٍ . وجمعها عيوب وتعني العَيْبُ وصمة نقيصة ، شائبة ، مَذمَّة ، عورة وقد يكون العيب َ عَيْب خِلْقي وهو علَّة فسيولوجيَّة أو بنيويَّة كنتيجة للنموِّ ذي العُيوب أو النقائص أو العدوى أو الوراثة أو الإصابة بأذى . 

وفي المعنى الأخير ما يمت بصلة لبيت القصيد فيما نود أن نقول . كلمة عيب في الموروث الشعبي العراقي تأتي في دلالاتها من أصولها وجذورها حيث حكمت العلاقات المجتمعية العراقية بالذوق ووضعت حجر الأساس لأصول التربية السليمة المستثناة منها ابتداءا أغلب المشتركين في العملية السياسية العراقية نوابا ورئاسات ووزراء ومسؤولين بإستثناء قلة من الأولين وقلة من الآخرين .

تحية اجلال واكبار لتلك الكلمة التي عرفناها من أفواه الأمهات والابآء وتقبلناها بحب وتعلمنا أنها ما قيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة مختزلة في ثلاث حروف ليس إلا (عيب) . تحية تعظيم وتقدير لأكاديمية (عيب) التي خرَّجَتْ زوجات صابرات صنعن مجتمعات الذوق والاحترام وتخرَّج منها رجال بكل معاني الرجولة تبوأوا القيادة في الشهامة والشجاعة والصدق .

أبجديات (عيب) جامعة للدراسات العليا بحد ذاتها ومقرراتها المجانية بألف دورة مدفوعة التكاليف .

بحروفك يا كلمة عيب كان الصغير يقدَّر الكبير ويحترم الجار جاره ويحفظ حرمته وبها تداولنا صلة الأرحام بمحبة وشوق وتقديس وابتجال . كان الأب يقف ليرشد ابنه في اصول التعامل وثوابت الأخلاق فيقول (عيب) ,  عمك ، خالك ، جارك ، إستاذك . فإحترم , سَلِّم ، سامح . كان يقال للبنت (عيب) لا ترفعي صوتك ، عيب لا تلبسي كذا فتربت البنات على الحشمة والستر والأدب والعفة والحياء . وتربى الشباب على غض البصر واحترام حصانة الآخر . نعم كنا نسمع منهم عيب لا تنظر للنسآء .

عيب لاترفع صوتك بوجه استاذك . لاتهزأ من المسن وتربينا صغارا على عيب لا تنقلوا سر الجار والدار  . كانت ( عيب ) منبراً وخطبةً يرددها الأهالي بثقافتهم  البسيطة فلم يكونوا خطبآء ولا دعاة أو مُفتين وإنما هي مصداق سجيتهم في فطرتهم لإحياء الفضيلة وذم الرذيلة . اليوم عنواين الحزن والحداد على المرحومة (عيب) تملأ الجدران والعقول والقلوب فلم يعد الحرام عيبا ولا التطاول على المقدسات عيبا ولا التجاوز على الكبير عيبا ولا الحرشة ببنت الجيران او فتاة في الشارع عيبا ولا الغش ولا الخيانة ولا الكذب عيب !!

نحن الآن نعيش في جيل جديد لم نفلح في غرس كلمة "عيب" ولا شقيقتها الكبرى "حرام" في التفاهم مع سلوكياته أو مع الإنحطاط بمسمى التطوير وصرعات العولمة والعلمنة التي نسفت كل المفاهيم والقيم حتى ماتت كلمة عيب فمن ذا الذي يحييها وكيف يحييها وإنا لله وإنا إليه راجعون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك