المقالات

الامام الخميني ونظرية التكليف الشرعي

1506 2021-06-03

 

محمد العيسى ||

 

لم تكن نظرية التكليف عند الامام الخميني قدس سره مستوحاة من وحي  الخيال،او من حسابات رياضية تفضي إلى نتيجة ما.

الامام الخميني كان يرى أن صيرورة الحياة ،ومايتمخض عنها من علاقة بين الخالق والمخلوق ، تقتضي أن يسلم المؤمنون إرادتهم للباري عز وجل دون أن يعتريهم الشك في ذلك ،رغم تناقض الحسابات المادية مع تلك التي يؤمنون بها بوجدانهم وان عليهم أن يستوحوا ذلك من كتاب الله عز وجل ومن سيرة الرسول ص والأئمة المعصومين عليهم السلام.

الامام الخميني رض لم يكن يؤمن بنظرية الربح والخسارة في إطارها الضيق الابالحدود المسموح بها شرعيا ،فهو يدرك تماما أن كل حركة كونية هي من تدبير الباري عز وجل وكذا هي مسألة الربح والخسارة والنصر والهزيمة هي أيضا من الله تعالى ،فاذا توفرت شروط النصر الإيمانية والمادية عند اي جماعة فحتما أن هذه الجماعة ستنتصر.

ربما يتخيل البعض أن الامام رض قد أعطى للجانب الغيبي اهتماما يفوق حد المعقول دون أن يكترث بالجانب المادي من استعداد وإعداد ،والحقيقة أن هذه النظرة خاطئة تماما الامام رض يؤمن تماما أن الجانب المادي يجب أن يكون في أولويات عمل المؤمنين ودليله على ذلك الآيات القرآنية الكثيرة التي تدلل على هذا المعنى (واعدوا لهم مااستطعتم من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )،ولكن في كل هذا يرجع الأمر إلى التكليف الالهي ،اذبمقتضى المسؤولية الشرعية الملقاة على الفرد والجماعة يكون الاستعداد بما يتوفر لها من إمكانيات .

عندما اعتدى صدام على الجمهورية الاسلامية قال الامام رض عبارته الشهيرة الخير فيما وقع ،وعندما وافق الامام على وقف إطلاق النار قال كلمته الشهيرة تجرعت السم ،لكنه وافق على وقف اطلاق النار ايمانا بضرورة إنهاء الحرب رغم الالم والمرارة التي تحملها لانه يرى ان تكليفه الشرعي يحتم عليه ذلك ،ولكن بذات الوقت استعدت الجمهورية الإسلامية للتحصن بكل عناصر القوة المادية والعسكرية لتكون على أهبة الاستعداد للتصدي لأي عدوان .

هذه أبرز مقومات النجاح في فكر الامام الخميني رض ،العمل بالتكليف واعداد العناصر الساندة له

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك