المقالات

ازمة المياه..تحديات الحاضر ورهانات المستقبل

1699 2021-06-02

 

قاسم الغراوي ||

                              

تتعرض منطقة الشرق الاوسط منذ عقود الى ازمة مياه بسبب سوء توزيع الحصص المائية المتجهة من دول المنبع منها دجلة والفرات ومنبعها تركيا مرورا بسوريا والعراق وكذلك نهر النيل من اثيوبيا مرورا بالسودان وجمهورية مصر العربية .

بدات الدول تفكر في استخدام وسائل ضغط على دول اخرى لتحقيق غايات ومصالح تخدمها خصوصا الدول المتجاورة او المتشاطئة او تمر عبرها انهارا مشتركة دون مراعات للقوانين والاعراف والقرارات الدولية . وغالبا مايشير النزاع الى ان اطرافه على دراية بعدم التوافق في المواقف المستقبلية ، لذا فالحلول مؤجلة دائما ولاتوجد نية لمن بيده هذه الورقة للحوار لاتفاقية تحسم هذا النزاع ، انما هناك بروتوكولات تعاون وتفاهم الا انها لاتنهي المشكلة اساسا .

في عام 2002  استلم مقاليد السلطة في تركيا اوردغان وفي عام  2003 سقط نظام صدام ، وطيلة هذه الفترة الممتدة ولحد الان وماقبلها لم تنجح الحكومة العراقية في انتزاع حقوقها المائية من نهري دجلة والفرات اللذان ينبعان من تركيا ، ورغم المفاوضات والزيارات بين وفود البلدين  الا انها لم تفضي الى نتيجة . ونعتقد ستبقى الامور معلقة بل ستكون سيئة في المستقبل .

تركيا اسست مشروع الكاب واكثر من ست سدود شرق الاناضول وهي من ايحاء ومباركة ومساعدة امريكا والكيان الصهيوني وبمساهمة قروض من دول اوربية وخليجية .

ولم تكتفي تركيا بذلك فانشات سد اليسو لتخنق سوريا والعراق وتقلل الحصص الطبيعية لها ، وبتنا نشاهد بام اعيننا شحة المياه في النهرين مما اجبر العراق للتخلي (وهو بلد السواد) عن زراعة الكثير من المحاصيل الزراعية وخصوصا الرز الذي يحتاج الى كميات وفيرة من المياه ، وبات يستورد غالبية المحاصيل التي كان يصدرها في العقود السابقة .

ان استمرار مشكلة المياه يجعل من حالة الصراع او التعاون امرا قائما لان القوة فوق القانون الطبيعي وان عنصر السيادة القومية هي من تفرض وتوفر حالة الامن بمختلف انواعه ، اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان الامن المائي يوازي الامن العسكري والوطني  والغذائي ، لهذا كان تهديد الرئيس السيسي واضحا في خطابه ومهددا بنفس الوقت لاثيوبيا لعرقلتها وصول حصة مصر من مياه النيل بفعل بناء السد في اثيوبيا ولازال التفاوض قائما دون حسم .

في العراق نحتاج الى وفد متمكن يضم خبراء وفنيين واختصاص وكسب جولة التفاوض لصالحنا  لان العراق يمتلك ورقة ضغط اقتصادية حيث يستورد العراق من تركيا ماقيمته اكثر من 16 مليار دولار سنويا .

ان موقع تركيا الجيوستراتيجي بين الشرق والغرب وارتباطه الجيو سياسي مع اطراف دولية واقليمية منح تركيا القوة في استخدام هذا الملف ، وكذلك ملف تواجد حزب العمال الكوردستاني للضغط على العراق من اجل مكاسب  بينما يفتقد العراق للحصول على مثل هذه المكاسب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك