المقالات

احترام الاختلاف ..

1556 2021-06-01

 

قاسم الغراوي ||

 

من يتابع الفوضى العارمة على مواقع التواصل الاجتماعي يستغرب لمستوى انحدار البعض وحالة الانفصام التي يعانيها ويفتقر معها لابسط معايير الادب والاحترام واحترام التنوع والاختلاف في الراي .

ولعل من محاسن هذه المواقع انها كشفت الاقنعة واماطت اللثام عن البعض ، فالكلمات المعدودة التي يدونها البعض تكشف للاخر حقيقة شخصيته من دون تجميل وللاسف من هؤلاء على مستوى من الوعي ما يجعلنا نستغرب لضحالة تفكيرهم ومواقفهم في التعبير والتعليق.

تراه يندفع دون ترو لكيل التهم وتوجيه الكلمات والعبارات الجارحة ومنها مايندرج تحت القذف والشتم واثارة النعرات والتفرقة بين الناس فقط لان امرا ما لايعجبه او يخالف قناعاته ومعتقداته .

تمر علينا عبر هذه الوسائط مشاهد منها مانتفق معها وكثيرا مانختلف فيها او لانتوافق عليها ويمكن ابداء الراي فيها باسلوب راقي يترفع عن شخصنة الامور واثارة النعرات والخلافات .

لقد جاءت جملة القوانين التي تنظم التعامل عبر التقنيات والوسائط الجديده لتردع غير المنظبطين والتي(نفتقدها)في بلدنا ممن يعتقدون ان هذا الفضاء مفتوح لينصبوا انفسهم اوصياء واولياء على الدين او الفضائل ويعدون غيرهم منحرفين ومشوهين في سلوكياتهم ومعتقداتهم وثقافتهم .

بالرغم من حملات التوعية للعديد من الجهات المختصة والشخصيات الواعية لتعريف الناس بتبعات مايكتبون ويدونون على صفحاتهم في هذا الفضاء الفسيح نجد ان الكثيرين لا يدركون نتائج افعالهم .

المسالة ليست براعة في تسجيل كلمة او موقف اوالانفراد بنشر صورة بقدر ماهو تخيل بمقدار الاذى الذي يمكن ان يلحق بالطرف الاخر او يشوة معتقداته او ينال من عقيدته وينتقص من ثقافته .

اذا غابت القوانين الخاصة بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي بانواعها والتي تحكم انضباط النشر ومتابعته في بلدنا فان المسؤولية تقع على النخبة الواعية الحريصة على تماسك المجتمع والحفاظ على نسيجه الاجتماعي ونشر كل ما يدعوا للالفة والتسامح والمحبة والابتعاد عن التنافر والكراهية والوقوف بحسم ضد من يؤجج النار في وضعنا الذي لايحتمل في ظل ظروف معقدة تواجه البلد وشعبه . نحن بحاجة ماسة الى التلاحم ونكران الذات والسير معا يد بيد نحو مستقبل نرسمه بالمحبة والتالف والتضحية ليكون ويظل العراق وطن الجميع .

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك