المقالات

موت الأبرياء وثقافة الشعوب


 

مالك العظماوي ||

 

يختلف نوع الصراع بين بني البشر على مدى التاريخ وتتعدد أسبابه أيضاً طبقاً لأهداف وسلوك البشر أنفسهم، فهذه هي الطبيعة البشرية التي جُبلت على التنافس والتصارع والتكالب من أجل الحصول على المكاسب التي يحرص الإنسان على الفوز بها والهيمنة عليها.

وتستمر الدماء ويستمر الإنسان بقتل أخيه الإنسان من أجل دنيا فانية ستزول متعتها بتصرم أيامها وانتهاء سلطانه فيها وزوال ملكه. ولو أمعنا النظر في جميع أنواع الصراع وما يرافقها من قتل للنفس المحترمة لوجدنا إن هناك أسبابا ودوافع دفعت بعض البشر لاقترافهم القتل من أجل أهداف وغايات مختلفة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

لكن المحزن حقاً أن يتحول الإنسان إلى وحش ضارٍ وأن يُقتل بعض الناس وهم أبرياء، عمدا وليس عن طريق الخطأ، بل يُقتلون بدم بارد وليس هناك من سبب مقنع لقتلهم، وماتوا وهم يتساءلون لماذا قُتلنا؟ بدءاً من #الشيخحسنشحاتة الذي قُتل في #مصر وسُحل في شوارعها باسم كذبة الدفاع عن الدين من خطر التشيع! ثم #الأمريكيجورجفلويد الذي قُتل في #أمريكا خنقاً باسم الدفاع عن الحرية! وإلى #الطفلميثمالبطاط الذي قُتل في #بغداد وسُحل ومُثِلَ بجثته بإسم حق التظاهر والتغيير والإصلاح!

وكما ذكرنا، فكثير من الأبرياء قُتلوا بسبب خلافات سياسية أو صراعات طائفية أو أسباب اقتصادية واجتماعية، لكن المؤلم ان لا يكون هناك سبباً لموت إنسان سوى وحشية أخيه الإنسان وتحوله إلى ذئب مفترس يسفك الدماء لأجل الإستمتاع وإرضاء لغرائزه الشهوانية والبهيمية ولِما يعاني من عقدتي النقص والحقارة اللتين حولاه إلى أدنى رتبة من الحيوان. وإلا فما ذنب مَن ذكرنا أن يموتوا بهذه الطريقة البشعة، فلا نسمع بأن شحاتة طالب بأن يكون رئيساً لمصر، ولا دعا يوماً لتفجير مساجدها بالانتحاريين كما يفعله داعش والقاعدة. وكذلك لم يذكر لنا أحد بأن فلويد خطط لقتل رئيس أمريكا، ولم يكن الطفل ميثم زعيما لحزب ومشاركا في الانتخابات!

لذا، فلابد من وجود جهات وهيئات حكومية وشعبية تعمل بجد لنشر ثقافة المحبة والوئام، التي تقع على عاتقها مسؤولية الحفاظ على حياة الأفراد الأبرياء من الموت اللامبرر، ولا يحصل هذا ولا يتحقق إلا بتكاتف الجميع والرجوع إلى الله والإنابة إليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك