المقالات

ماذا بعد وقف إطلاق النار؟!

1341 2021-05-21

 

عدنان جواد||

 

إن ما عملت عليه اسرائيل طوال الفترة الماضية، هو تدمير مصادر القوة في المنطقة وخاصة القريبة من فلسطين، فتم احتلال العراق وتحطيم بناه التحتية، وانشاء نظام سياسي محاصصاتي متفرق تجمعه المصالح الحزبية الضيقة، وتدمير سوريا باعادة الحرب الاهلية في العراق عام 2006، واضعاف لبنان، وفرض الحصار على ايران، وتوجيه عصابات القاعدة وداعش لتدمير ما تبقى من العراق وسوريا، والتثقيف لصفقة القرن واشاعة السلام في المنطقة بين العرب واسراىيل، وساهم وجود رئيس أمريكي منحاز جداً لاسراىيل نقل سفارة بلاده للقدس وضغط على الدول العربية للتطبيع مع اسرائيل بصورة علنية، والغاء الاتفاق النووي مع ايران والتثقيف من خلال الإعلام العالمي الذي تقوده الصهيونية والإعلام العربي أن العدو ايران وليس اسرائيل، ولكن انقلب السحر على الساحر، ففشلت كل مخططاتها بفعل محور المقاومة.

 فتم افشال مشروع داعش في العراق بدعم ايران وفتوى الجهاد الكفاىي من مرجعية النجف الرشيدة، وسوريا بوقوف ايران وروسيا مع الحكومة السورية ودخول حزب الله في الحرب على داعش، وشيطنة ايران وانها ستحصل على القنبلة النووية وحصارها عليها لم يجدي نفعا بل هناك رغبة دولية باعادة المفاوضات في الملف النووي.

فماذا بعد الانتصار؟ هناك تغير استراتيجي طبيعة الصراع وتوازن الرعب، وهناك تغيير نوعي في منظومة الصواريخ والطائرات المسيرة لدى المقاومة وهنا نتحدث عن غزة وحدها وكيف وصلت صواريخها لكل الاراضي الفلسطينية، ولم يشارك حزب الله في المعركة، فعلى الصعيد الداخلي هناك ضغط من الاوساط اليمينية المتطرفة التي تضغط على نتنياهو وتتهمه بالتقاعس والخذلان.

وعلى الصعيد الاقليمي فإن الاقليم سوف يتعامل مع غزة والمقاومة من موقع القوة وعدم فرض الارادة كما كانت تفرض سابقا، وسيكون هناك حراك دبلوماسي استجابة لشروط المقاومة في عدم بناء مستوطنات جديدة وتهجير الفلسطينين من منازلهم والسماح بدخول المسجد الأقصى من دون قيد أو شرط، فاسراىيل فشلت بالمواجهة العسكرية، وسيكون هناك ضغط من المجتمع الدولي والسماع لصوت الفلسطينين ومطالبهم،

فهي بعد الحصار والاغتيال للقيادات المؤثرة في هذا المحور، واستخدام الإعلام والعملاء في تشويه وخلق الفتن في المنطقة، سوف تشن حملة اعتقالات ومضايقات في داخل فلسطين، والدول المطبعة وخاصة التي بنت علاقات واسعة مع اسرائيل ولا تريد العودة للخلف وانها على خطأ، لذلك فإن اسرائيل والعملاء سوف لن يهدا لهم بال، وسوف يتم التعويل على الحرب الناعمة بتسقيط الرموز وقد حدثت عندنا في العراق فبعض الشباب مع الأسف صار مطية واداة لسقيط المرجعية ومحور المقاومة.

ولا يستبعد أن تحدث حرب جديدة من داعش وتوابعها لاشغال هذا المحور من خلال دفع الأموال من الدول المطبعة وتخطيط من الدوائر الصهيونية، وربما يستغل التنافس في الإنتخابات الايرانية لاحداث شرخ واحتجاجات داخلية، فصلابة الجبهة الداخلية ووحدة الصف والموقف والهدف ليس أقل أهمية من الحرب العسكرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك