محمد العيسى ||
يبدو أن العراق بات مسرحا لتنفيذ الأجندة الدولية ،فلم يعد خافيا على كل ذي لب ،ان العراقيين ابتلعوا الطعم حتى الثمالة إن صح التعبير ،وهذا الأمر لم تشأ الصدف أن تصنعه إنما هو أمر متعلق بالطبيعة السيكولوجية والاجتماعية لهذا الشعب ،الذي لايصلح أن نطلق عليه الاانه شعب لايتماسك أمام مفهوم الحضارة ومنظومتها القيمية .
العراقيون بدو في سلوكهم وتعاملهم وعاداتهم الاجتماعية،تؤثر فيهم الكلمة الطيبة حتى لو كانت معسولة وخادعة ،وتستفزهم الكلمة الخشنة حتى لو كانت بريئة ،كما أن العراقي عاطفي وجدانيا لايتعب نفسه كثيرا بالتحليل وعواقب الأمور ،ولذا كانوا من أشد الاقوام ذما من قبل ولاتهم ،فقد كانوا على الدوام يجادلون عن معرفة وعن غير معرفة ،ولقد ملئوا قلب الامام علي عليه السلام قيحا كما وصفهم بذلك لانهم ينخدعون بسرعة ويعاندون ويكايرون دون وجه حق ،ولسنا ببعيدين عن الذي حصل مع الإمام ع إذ أنهم خذلوه في أكثر المواقف حساسية في صفين مثلا لو اطاعوا الامام ولما انخدعوا بأساليب معاوية وابن العاص لتغير وجه التاريخ
في العراق اليوم هناك فتنة تقودها قوى الشر وأهدافها واضحة في ذلك لكل من اراد التفكير ولو قليلا ولكن لاعقل لمن تنادي .
في العراق اليوم أحداث متسارعة قتل ناشط مدني في كربلاء واغتيال اعلامي في الديوانية وحرق للقنصلية الإيرانية في كربلاء وعبث وتخريب في كربلاء وفي مناطق الوسط والجنوب وإعلان بعض القوى التشرينية مقاطعتها للانتخابات ،ودعوة لحمل السلاح وتغيير النظام السياسي بالقوة ،كل ذلك يتزامن مع المفاوضات الإيرانية مع 5+1فيما يتعلق بالملف النووي وكذلك يتزامن مع أحداث القدس والتصعيد الخطير بين حماس والكيان الصهيوني ..
كل هذه الأمور تشير إلى أن هناك مخططا يجري تنفيذه بعناية فائقة ،خاصة وان المتهم الرئيسي في كل عمليات الاغتيال هي الفصائل المرتبطة بإيران والمقصود هنا الحشد الشعبي دون تزويق ،فهل هناك شيء أكثر من هذا ينبئنا بأن المؤامرة كبيرة وان العراقيين قد بلعوا الطعم حتى الثمالة؟ ولكن يبقى بين كربلاء والقدس حبل متين لايمكن أن تقطعه إرادة المتصهينين والمهرولين خلفهم والهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق لأن إرادة الاحرار والمقاومين هي الأقوى والاكثر ثباتا ....
https://telegram.me/buratha