المقالات

العالم الأعور يتجاهل مجددا انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني

1468 2021-05-11

 

عباس سرحان ||

 

شرع الجيش الاسرائيلي مساء الاثنين بشن حملة جوية  عنيفة على قطاع غزة مستخدما سلاح الجو، بعد ان توعد رئيس وزراء الكيان نتنياهو باستخدام القوة المفرطة في ضرب اهداف فلسطينية في غزة من المرجح انها مدنية حيث ارتقى وجرح العشرات من الشهداء المدنيين مع بدء هذه الحملة.

وجاء هذا التصعيد العسكري على خلفية قيام قوات الامن الاسرائيلية باستهداف المصلين الفلسطينيين في حرم المسجد الاقصى واقتحامه وتدمير بعض عائداته الى جانب تدنيسه بإطلاق النار في داخله، الامر الذي استفز الفلسطينيين فسارعو لحمايته.

وتعتبر الاجراءات الامنية الاسرائيلية هذه انتهاكا صارخا للقوانين والاعراف الدولية التي تقرّ وتحمي حرية التعبّد وتمنع التعرض لها والتعدي عليها.

كما تعد هذه الاجراءات انتهاكا لاتفاقيات ثنائية مبرمة مع المملكة الاردنية، تضع  المسجد الاقصى والشواهد الدينية الاسلامية الاخرى في فلسطين تحت الوصاية الاردنية، وتمنع الكيان من التدخل في ادارتها او الاستيلاء على مفاتيحها.

اللافت في هذا التصعيد الخطير هو حجم الانتهاك الفضيع لحقوق الانسان الذي مارسته اسرائيل ضد الفلسطينيين وسط صمت عربي ودولي واسلامي فاضح.

 فبينما يواجه السكان المدنيون الفلسطينيون المحاصرون الصواريخ الاسرائيلية في هذا الشهر الفضيل بصدور عارية يسود الصمت المهين الحكومات العربية التي تفاعل بعضها مع التطبيع مع الكيان أكثر من  التفاعل والتعاطف مع الدماء الفلسطينية.

 فلم تتحرك الجامعة العربية ولا المؤتمر الاسلامي بشكل عاجل لبيان موقف عربي واسلامي مساند للفلسطينيين كما لم تتحرك الامم المتحدة وامريكا واوروبا لابداء موقف قوي يحمي الفلسطينيين من ردة الفعل الاسرائيلية العنيفة ضد غزة.

ولو كان ما يجري في فلسطين يحدث في بلد عربي آخر كالعراق مثلا لانهالت علينا بيانات الادانة والاستنكار والتهديد والوعيد المستعجلة  من الامم المتحدة والدول الاوروبية والجامعة العربية بدعوى حماية حقوق الانسان.

وقد شاهد العراقيون والعالم عن كثب كيف استحوذت جينين بلاسخارت على القرار العراقي وحجّمت القوات الامنية العراقية ومنعتها من التصدي لمثيري الشغب والتخريب في البلاد بعد أن تدخلت في كل صغيرة وكبيرة، مستغلة موقعها الاداري كرئيس لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق"يونامي".

في المحصلة النهائية هذه المواقف غير المبالية من قبل الدول العربية والمؤسسات الدولية والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تعد ضوء أخضر للكيان لارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين.

لكن هذه المواقف المتخاذلة تزيد من حق المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن نفسها وشعبها والمقدسات الاسلامية وعدم انتظار الدعم الا من الجهات التي ترتبط بمحور المقاومة والتي باتت واضحة .

فقد افرزت الاحداث خندقين احدهما متخاذل مهادن ومتزلزل، والاخر قوي يمتلك القرار والارادة والمباديء ليذود عن فلسطين ويعتبرها قضيته المركزية.

 وهذا انجاز كبير اذا ما نظرنا اليه على أنه تجاوز لحالة الضبابية التي شابت المواقف من القضية الفلسطينية دائما وتسببت بضياعها سنوات طويلة لانها اعتمدت على اطراف منافقة تدعي نصرة فلسطين في العلن وتتآمر على الفلسطينيين  تحت الطاولة وفي الغرف المغلقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك