المقالات

الإعتدالُ والوسطيةُ الفكريةُ سفينةُ النجاةِ ..

1332 2021-05-09

    عهود الإسدي      لكلِّ فردٍ قناعاتُه الخاصةِ به، والتي تُعتَبَرُ من الثوابتِ لديه لا تقبلُ التغييرَ، والتي بُنيَت على أسسٍ خاصةٍ كالتجربةِ أو إستقراءٍ للقرائنِ المحيطةِ بذاتِ الشخصِ، والتي تشكلُ دائرةً  مغلقةً لامنفذَ فيها، فيتقوقعُ الفكرُ داخلَها ويحيطُها بالمعطياتِ الدفاعيةِ لتمنعَ كلَّ فكرٍ دخيلٍ او شبهةٍ أو حتى فسحةٍ استطلاعيةٍ مغايرةٍ ليكونَ بذلك شخصيةً قويةً تملكُ شيئا يستحقُّ الأقتتالَ من إجلِه فيبرزُ صاحبُها على إنه البطلُ الذي لا يُهزمُ وكلُّ ذلك بتصورِه هو، بينما الحقيقةُ هي عكسُ ذلك. فالقاعدةُ تقولُ لا تكنْ يابسا فتُكسَر ولا ليّنا فتُعصرُ ، المرونةُ بالاخذِ والعطاءِ خيرُ دليلٍ على قوةِ المعتَقَدِ ، لأنه مبنيٌّ على أسسٍ علميةٍ وأبحاثٍ وأختباراتٍ وأنفتاحٍ وقبولٍ لما يطرحُه الآخرونَ من شبهاتٍ وتساؤلاتٍ تَزيده رصانةً وقوةً وتجعلُه متماسكا مرنا مسالما محبا للجميعِ واثقاً من نفسِه مهما إزدادَ الرفضُ لفكرتِه لأنه القادرُ على ردِّ الشبهاتِ مهما كان الطعنُ مفرِطا لإمتلاكِه الادلةَ الدامغةَ في الردِّ ليكونَ المنتصرَ في كل منازلةٍ فكريةٍ ، التطرفُ والتشددُ الفكريُّ والعقائديُّ بُنيَ على إسسٍ عاطفيةٍ واهواءٍ ورغباتٍ نفسيةٍ دنيويةٍ لذلك هو منغلقٌ على نفسِه لا يقبلُ التشكيكَ أو الحوارَ المختلفَ ويحاولُ فرضَ الأنا والسيادةَ على الآخرينَ بالعنفِ والترهيبِ والاحتيالِ أحيانا، هو الخاسرُ في كلِّ نزالٍ فكريٍّ يخرجُ غاضبا حاقدا فاقدا السيطرةَ على إعصابِه وعقلِه مهما حاولَ التصنعَ بالهدوءِ والوعي ، وهذا دليلُ ضَعفهِ وعدمِ مقاومتِه ، ليس شرطاُ إن يكونَ المعتَقَدُ دينيا لا بل أحيانا هو دنيويٌّ كما هو الحالُ عند بعض الحركات السياسية . فرغم شعاراتِهِمُ الداعمةِ لممارسةِ الحرياتِ الشخصيةِ إلا أنهم يتهجمونَ على حرياتِ الآخرين ليكونَ لهمُ الهيمنةُ الفكريةُ المجتمعيةُ، وهذا تطرفٌ مدنيٌّ دنيويٌّ مبنيٌّ على الرغباتِ والاهواءِ النفسيةِ، وقد يصلُ أحيانا إلى العنفِ والإرهابِ والإحتيالِ بأستغلالِ طموحاتِ الشبابِ وميولاتِهمُ النفسيةِ وأندفاعِهمُ الشبابيُّ المتحمسُ لتحقيقِ ماتصبو اليه أنفسُهم بإغراءاتٍ وهميةٍ وشعاراتٍ كاذبةٍ لا تطبقُ على أرضُ الواقعِ ، التشددُ قاتلٌ لصاحبِه سواء كان قتلا معنوياً أو مادياً، أو أنه بأرادتِه أو رغماً عنه، وذلك للتصرفاتِ اللامدروسةِ التي يقومُ بها المتشددُ المندفعُ، إما الوسطيةُ والإعتدالُ في القناعاتِ فهي التي تنتهي بالنصرِ والنجاةِ لصاحبِها .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك