المقالات

تنقيح الداعي..!

1206 2021-05-09

 

مازن البعيجي

 

من الأمور المهمة والخطرة على الإنسان هو "تنقيح الداعي" اعني بالداعي أنا لماذا اقف هنا واعتبر نفسي مدافا عن الدين أو عن العقيدة او عن الإسلام او عن تلك الأمة او المجموعة وهكذا؟!

هل أن هذا الدفاع هو حقا لله سبحانه وتعالى خالص لا شائبة فيه ، لأن في الأمور العبادية المتصلة بنية خالصة لابد أن نقف على أرض صلبة! فكم هم من يدافعون ويتصدون ويتعصبون بل ويستبسلون كل حسب نوع دفاعه الكاتب بالكتابة والناشر بالنشر والفنان بمختلف ادوات الفن ، والمقاتل والطبيبة وكل حسب ما توفر له نوع الدفاع او الخدمة .

السؤال الخفي والدقيق وعادة ما يكون جوانحي هل العمل الذي قمت به او الذي سوف اقوم به هو خالص لوجه الله تعالى؟! هنا مجرد السؤال قد تجيبك النفس والهوى بأنك نعم ما تقوم به هو الحق المطلق ، بل وترفدك تلك النفس بالمعضدات التي ترسخ عندنا أننا بالاتجاه الصح!

وهنا علينا الإختبار لنفوسنا ولارواحنا وتعريضها الى هزة معها تتبين تلك القناعة والداعي أننا نفعل ذلك الفعل المدعى لمن وبأي إتجاه؟!

إذا كنت أنا ممن يترأس مجموعة أو فصيل أو مدرسة أو فضائية أو أي نوع تصدي أو واجب وله مثلا امتيازات منها سيارة منها حرس منها وجاهه منها كيان اعلامي وهكذا لو اصدر لي قرار ينزع كل هذه مني بلحظة واعود للعمل كأي فرد من غير هذه الهالة او الامتيازات التي كانت تمنح لأنك ظاهرا تمثل مدافعا عن الله وفي طريق تعبدي أو تكليف شرعي القي عليك ، هل عند الرجوع تكون همتك ونوع نيتك هي ذاتها ام تتغير!؟

لتكتشف أنك سرعان ما تنقم أو تعتبر صدور الأمر ظلم لك وارجاعك الى الوراء هو تعدي لا ينبغي أن يحصل! هنا الجواب يترك لكل إنسان يتخيل او يعيش تلك الحالة التي تطابق شأنه ونوع دفاعه عن الدين والله سبحانه وتعالى والمعصومين عليهم السلام ، انطلاقا من أن اعمالنا لابد أن تكون ذات نية خالصة وثابتة وهذا يشمل المتعلم والواعي والسالك في طريق الله اكثر من غيره من بسطاء الناس ذوي الفطرة السليمة وعيش الكفاف في الغالب . لأن ما ورد عن علماء الأخلاق والسلوك مخيف لمن عملت ذلك العمل؟ لمن غضبت؟ ولمن دافعت؟ ولمن سعيت؟ ولمن انفقت؟ ولمن صادقت؟ وهل ولماذا تتكرر ولا تنتهي كلها تريد منا أن يكون الداعي صعب التخليص من الهوى إلا ما رحم ربي والإخلاص .

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك