رأفت الياسر ||
يجب أن نسجل هذه الحقيقة في المقدمة أن الفتح يمثل طفرة نوعية في العملية السياسية بمجيء أول تحالف صريح يدعم المجاهدين و المقاومين وهو تحالف مقاوم وسياسي صريح أتى بعد سنين من التلون و العناوين الغامضة.
و الفتح بعيوبه هو العامل الأبرز بحفظ الحشد كما هو الآن فلولا الفتح لما بقي الحشد كحشدنا الحالي.
من هذا فإن الفتح السياسي سهل ولكن الحفاظ عليه صعب جداً.
للأسف الخطوات التي تم إتخاذها للاستعدادات للانتخابات كانت ضعيفة جداً قياساً بخطط الآخرين المدروسة رغم ضعف موارد الجهات الآخرى إذا ما تم مقارنتها مع الفتح.
الفتح بقوته لا يملك زمام المبادرة كما يملكها التيّار الصدري او تيّار الحكمة رغم قناعتي أن الغالبية الشعبية تميل عاطفياً للفتح "بغض النظر عن الأرقام الانتخابية"
الفتح ينقصه المهندس السياسي فهو لهذه اللحظة يفكر بطريقة الديّوان و الارتجالات ولا يفكر بمكر سياسي تحتاجه المرحلة الحساسة.
في قضية المفسوخة عقودهم - مثلاً- و الموازنة المُقرّة مؤخراً نلاحظ بوضوح عدم وجود المهندس السياسي.
حيث خرج الفتح خاسراً من فرصة كانت أن تجعله يفوت السباق الانتخابي بشكل مبكر وبشراسة.
فماهو السيناريو الافضل للتعامل مع الأزمة؟
كان يمكن للفتح الّا يدخل للبرلمان الا بشرط اضافة صريحة للمفسوخة عقودهم اسوة بالمغيبين و عقود الكهرباء و التربية والخ.
وكان ممكن أن تمضي الجلسة بدون الفتح ويتم الموافقة على الموازنة ثم ما الخطوة التالية؟
عندها ينسحب الفتح رسمياً من البرلمان و يعلق حضوره لجلسات مجلس النوّاب المتبقية وهي ربما لا تتجاوز 20 جلسة حتى موعد الانتخابات!
فلماذا لا يضحي بعدد الجلسات القليلة المتبقية؟
وعندها يحدث تصعيد شعبي بحضور 30 الف منتسب من المفسوخة عقودهم مع جماهير الحشد و الفتح و النزول للشارع حتى موعد الانتخابات.
بهذه الحالة كسب الفتح ال30 الف وعوائلهم وجمهوره الذي بدأ يفقد ثقته به تدريجياً لصالح دولة القانون أو العزوف عن الانتخابات بشكل كامل.
السيناريو الأخطر الآن ان تتحرك أذرع عمّار الحشدية و المتمثلة بالنائبين (يوسف الكلابي و وحسن فدعم) لقيادة التصعيد الميداني للــ 30 الف وبعدها وبسبب سيطرة عمار على هذه الحكومة يتم عودة هؤلاء حيث سيحسب الانجاز لعمار الحكيم وعندها توجه ضربة تأريخية للفتح.
الفتح يحتاج لإعادة برمجة وضعه الشعبي و السياسي و الابتعاد عن الارتجالات الترجيحية الخطرة.
كان في الحد الأدنى أن يصارح الفتح جماهيره بعد ملابسات الموازنة ويتكلم بكل شجاعة وصدق و النجاة في الصدق
ويقولون للناس أن اللجنة المالية و سائرون خدعونا!
مما يخافون؟
لماذا يصر (احمد الاسدي) على كذبته التي تنفيها لغة الارقام حيث وضع نفسه و الفتح و الحشد في موقف محرج جدا وبدأت الثقة تهتز بين المقاتل وقيادته بسبب هذه التصريحات الانفعالية و الشعبوية غير المحسوبة.
الفرصة ما زالت سانحة ليعود الفتح للساحة ويقلب الطاولة على الحكومة ويضمن حقوق مقاتلي الحشد ويستعيد حقوقهم وبكل اللغات و الطرق المتاحة وكلما تقدم الوقت كلما تحولت هذه الفرصة لحبل مشنقة ستظهر نتائجه في الانتخابات.
https://telegram.me/buratha