المقالات

"الدگة العشائرية"..والسلم المجتمعي


 

عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

في شهر تشرين الاول من عام ٢٠١٨، وجه مجلس القضاء الاعلى، بالتعامل مع "الدگة العشائرية"، وفق قانون مكافحة الارهاب، وفي حينها استبشر الجميع خيرا، وظهر الكثير من شيوخ العشائر، الذين اعلنوا، تأييدهم لهذا الاجراء، واكدوا، انهم، لن يتهاونوا مع مَن يقومون بمثل هذه الافعال، لدرجة البراءة منهم، و"كسر عصاهم" وتمكين القانون والامن منهم..

وشاهدنا بعدها، قيام القوات الامنية، باعتقال عدد ممن نفذوا دگات عشائرية هنا وهناك، وظن الجميع، ان مشهد الرعب الليلي الذي كان يتكرر باستمرار، قد انتهى، لاسيما، مع دعوات وتوجيهات المرجعية العليا، بوجوب الاقلاع عن مثل هذه السلوكيات، التي لاتمت للدين ولا السلوك المتحضر بصلة، كما انبرى الكتّاب والمدونون والباحثون الى الكتابة عن هذه الملف، ودونوا ارائهم وملاحظاتهم، بشأنه، ووضعوا الحلول الناجعة، والنتائج المتوقعة لتلاشي مثل هذه السلوكيات الارهابية، كما وصفها القضاء..

ولكن.. يبدو ان الحال لم يكن كما توقع المتوقعون، فقد عادت "الدگة العشائرية" بقوة، او بنحو ادق، انها لم تتوقف، لكي تعود من جدبد، ولكن الجديد، في المشهد، ان "الدگّاگين" ظهروا، وهم ينفذون "دگتهم" السوداء، امام انظار القوات الامنية، بل ان البعض منهم، شوهد، وهو يعتلي سيارة الشرطة، ويمطر بيت"المدگوگ" بوابل نيرانه، اما الاسلحة المستخدمة، في "الدگة" فهي مختلفة الاحجام، من الصغير والمتوسط والكبير، ولنا ان نتصور حالة الرعب التي تنتاب الاطفال والاسر الامنة من جرّاء تلك الافعال، والانكى من ذلك، ان العشيرة "الدّاگة" ، تشترط لايقاف "دگتها"، جلاء عدد من ابناء العشيرة " المدگوگة"، وهذه "المدگوگة" لاتشبه تلك التي نعملها من التمر الزهدي، ونتناولها بتلذذ..

ووفقا لما تقدم، وفي ضوء استمرار المشهد، يبدو من الصعب، ايقاف هذا الرعب، على الرغم، من توافر، الغطاء القانوني، والشرعي، والانساني، للتعامل مع مثيريه، بحزم شديد، من قبل القوات الامنية، وبإسناد شيوخ العشائر، الذين يؤكدون من دون مواربة، ادانتهم لمثل هذه السلوكيات، ولكن هناك من يتحدث، عن خشية القوات الامنية، فيما اذا اتخذوا اي اجراء رادع، وقوعهم، تحت طائلة احكام "الدگة العشائرية"..

وعلى هذا الاساس، فإن الامر، يتطلب اتخاذ اجراءات مشددة اعتمادا على الغطاء القانوني، واعتبار مثل هذه الافعال تمثل تهديدا  للسلم المجتمعي، فضلا، عما تسببه من ضرر وخطر كبيرين على التنمية والاستثمار في البلاد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك