المقالات

الأحزاب ألإسلامية والبناء الفكري


 

محمد هاشم الحجامي ||

 

الخطاب السائد وبصوت عالٍ للأحزاب الإسلامية هو خطاب سياسي بامتياز ، حديث دائم عن الحكم والسلطة وهمومها ، حتى يخال للمتابع أنها منظمات سياسية ليس إلا !!!! .

لكن من يقرأ نشراتها وأدبياتها يجدها تحمل منهجها ومتبنيات دينية تقوم على أساس الفكر الإسلامي ورؤاه الأخلاقية والسلوكية والتربوية .

 الغريب المستغرب غياب ذلك الصوت العالي تثقيفا أو منهجا أو حتى طرحا ، كأن المجتمع وبناءه فكريا آخر قضاياها !!! فلا نجد  تثقيف المجتمع بذات القوة لدى تلم الوجوه التي شكلها وزيها وملامحها غالبا إسلامية ، لكنها لا تتبناه كما تتبنى السياسة وهمومها .

يوم انطلقت الحركة الإسلامية في العراق أواخر الخمسينات أنتجت نخبا تحمل وعيا وسلوكاً إسلاميا فكانت تبني كوادرها بالفكر الاسلامي السائر على نهج ال البيت مع طرح سياسي للقضايا المعاصرة والرؤى المستقبلية ، في حين هي اليوم تسير برجل واحدة هي السلطة وهمومها ودهايزها .

وهذا يفسر لنا بروز الكثير من الحركات المناهضة للمشروع الإسلامي ، سواء حركات شاذة تستغل الفراغ الديني لتعيد قراءة النصوص الدينية قراءة خاطئة ومشوهة  أم تغريبية ممسوخة تعادي الاسلام وتقف بالضد منه كالحركات القومية والعلمانية .

لابد للقائمين على قيادة  الحركات الإسلامية من ألإنتباه لما حصل ويحصل من غياب المنهج المتكامل .

معركتنا ليست معركة سياسية فقط إنما هي فكرية ، عقائدية ساحتها المجتمع قبل السلطة .

ضياع الشباب وتحولهم للضد من النهج الاسلامي بسبب هذا الإهمال والسلوك الخاطئ .

العمل بجناحين أحدهما سياسي و الآخر اجتماعي توعوي ديني كفيل باستمرار زخم الحركة الإسلامية ورافد لها بالكوادر والنخب والقيادات القادرة على تحمل أعباء المسؤولية حينما يغادر المتصدون في الخطوط الأولى والذين أغلبهم هرم أو منهك وإن كان المتوقع أنهم لا يتركون الواجهة إلا نعوشا تحمل إلى مقبرة وادي السلام كي يكتب على لوحة العزاء الأمين العام أو الزعيم أو الرئيس!

الأحزاب ، والنخب المنظمة تقوم على أهداف ، ومشاريع واضحة وترمي تغيير المزاج العام نحو متبنياتها ؛ لهذا تصنف حسب ايدلوجيتها ونظرتها للسلطة ، والمجتمع ؛ فتصنف أحزابا يسارية ، ويمينية ، وإسلامية ، ووطنية وهكذا .

الحاصل في العراق منذ سقوط صدام لحد الآن لم نجد مشروعا إسلاميا واضح المقاصد والأهداف تُحشد حوله الجماهير والمتفاعلين مع الظاهرة الإسلامية ، في حين الواقع يقول : كل ما وجدناه هو مشاريع انتخابية ، وتشكيل تكتلات جماهيرية يجمعها المال غالبا ، ويفرقها صاحب العطاء الأكبر!

فهل عقمت أرحام العراقيات من إنجاب قيادات مفكرة تطرح مشروعا إسلاميا وتعمل الكوادر والمؤسسات الحزبية على الترويج له وصولا لتحقيقه على مستوى العام .

القوى الإسلامية لا ينقصها الكادر فهو متوفر لدى غالب شبابها ، ومثقفيها ؛ لكنها الصنمية ، وحبُّ الزعامة التي تدفع للتصدام فتئد اي مشروع في مهده ؛ فألإنقسام بالولاء الشخصي لهذا وذاك جعل من كل طرف يرى في الآخر عدوا قبل أن يكون منافسا له في طريق الوصول إلى الهدف المشترك وهو لمن يقدم أكثر ويثمر عمله مجتمعا مؤمنا يسير على هدي الإسلام بعيدا عن المشاريع المستوردة التي لا تنطلق من رحم الأمة ولا تداعب طموحاتها و قضاياها المصيرية في التحرر والتنمية والتقدم الاجتماعي والعلمي والحضاري ، فلابد أن يكون التنافس حول من يحقق إنجازا أكثر ، ومكاسبا أوفر لقضايا الأمة الإسلامية ، وأهدافها النبيلة وهذا الصراع سببه ضعف التربية ألإسلامية الصحيحة والعشوائية في المنهج الروحي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك