عيسى السيد جعفر ||
ربما هم على عدد أصابع يد واحدة من يستطيعون النظر الى مسافة أبعد من الغد..ولا أزعم أني واحد منهم ، لكني أحاول أن أتصور الغد..
في الغد ستختفي أشياء كثيرة من حياتنا ، وسنتخلى عن الكثير مما نعتقده من الضروريات، إذا سنكتشف أنها ستعيق تحركنا وحركتنا..
سنواجه تحديات اقتصادية ومالية وسياسية كبرى، ربما أكبر منا، وفي نفس الوقت ستنتقل محركات تسيير أمورنا من العبثية في التنظيم الى التسارع المنظم، وسننتقل من الاهتمام المفرط بالماضي والتغني بأمجاده الى الاعتراف بعبثية الحاضر، وبعد ذلك إلى التركيز على تنميط المستقبل.
وفي المستقبل تتحول أكبر تسهيلات عصر التصنيع قيمة إلى معوقات. ربما سنتخلى حتى عن الساعة هذه الآلة الدقيقة التي تذكرنا كم أمضينا من وقت وكم بقي لدينا منه لننجز الذي بين أيدينا...
هذا الغد لا تتطلب صناعته هؤلاء المغامرين الذين أقتحموا ذائقتنا البصرية في مشهد سريالي هو مشهد صورهم المعلقة على الحيطان والأعمدة والأشجار وصفحات مياه الأنهار..! كما لا تتطلب رجالا يبحثون عن السلطة كثمن لمغامرتهم هذه..كما لا يتطلب الغد يرجال صدرون الأوامر أو يتلقونها..
في الغد ستختفي السلطة كجهاز بيده الخبز، ولذلك لن يكون ثمن الخبز هو الخضوع الآلي للسلطة...
في الغد سنحتاح الى رجال قادرين على بناء أحكام حاسمة وليس أصدارها.
رجالا يستطيعون أن يشقوا طريقهم وسط بيئات المستقبل الدقيقة التنظيم.
رجال لا يحدثون جلبة كالجلبة التي تحدثها عجلات القطار على السكة..
في الغد لن يكون هناك قطار.سنكون نحن القطار..لذلك فإن صناعة الغد تتطلب نوعا مختلفا من الرجال هم فقط أولئك الذي يحملون المستقبل في عظامهم..ه
ؤلاء يجب أن يكونوا جيدين في المسار الجيد..ه
ؤلاء هم الذين أشارت المرجعية الدينية المباركة اليهم ..فابحثوا عنهم ..جيدين في المسار الجيد..
https://telegram.me/buratha