عيسى السيد جعفر ||
بعد ثماني عشر عاما من عمر التغيير، أصبحنا على يقين أن الصفقات السياسية لا يمكن أن تبنى دولة، وأحتجنا للوصول إلى هذا اليقين أن نعبر نهرا من الدماء ، ومفازة من الآلام، وبسبب تلك الصفقات بنينا جبالا من المشكلات باتت هي اليوم واقع معقد في وطننا بتعقيد تكوينه، و خلال هذه السنوات العشر ونتيجة لأشتراطات الصفقات السياسية، نحينا حقيقة أن على الأرض ثمة قوى سياسية كانت قد قارعت النظام السابق ولديها تصور شبه متكامل عن الدولة التي يجب بناؤها، و نحينا أيضا أن هؤلاء لم يقارعوا ذلك النظام من أجل الحرية أو الديمقراطية فقط، وإنما قاتلوه من أجل نموذج في الحكم، تغافلنا عن دماء القوى الإسلامية المجاهدة لصالح مصالحة الماضي الآثم، ورغم أن صورة الإسلام تبدو مشوشة بفعل ممارسات من يضعون أنفسهم في خانة الإسلاميين من الذين في واجهة الفعل السياسي، إلا أن الذي لا يمكن إغفاله هو أن الكفة الراجحة هي كفة القوى الإسلامية رغم تعدد مشاربها ومدارسها.
ولقد أزدادت مساحة الصمت عن الأستحقاقات الوطنية والشعبية إلى حد أوصلها إلى الضياع، حتى لا يتم إفساد العملية السياسية أو إعطاء مبرر لبعض الساسة "للزعل"! لكن إلى متى؟! وبدلا من أن يكون اللعب نظيفا كما هو في لعبة كرة القدم، صارت لعبتنا السياسية نموذج من الألعاب الخشنة أو القذرة، وبدل العودة إلى الحياة الطبيعية وتضميد جراح الماضي، نشهد مناورات سياسية تقوم بها هذه الكتلة السياسية أو تلك، مرة يثيرون الغبار هنا، ومرة يختلقون زوبعة هناك، وثالثة يصطنعون عاصفة بإتجاه معاكس للريح السائدة..وهكذا هي نشرة أخبار الطقس، وقلة هم الساسة الصريحين الذين يقولون لهم أنكم قد آذيتم العراقيين كثيرا، وحتى من يقول ذلك تذهب أصواته أدراج الرياح لعلو ضجيج اللاعبين السياسيين .
https://telegram.me/buratha