محمد العيسى ||
عندما قرر تحالف الفتح دخول البرلمان للتصويت على الموازنة لم يكن ليضع في حساباته ردود فعل الناس وقواعده الجماهيرية على الاقل، اذ انه كان يتصور ان القضية ربما ستمر مرور الكرام إذا مضى في التصويت على الموازنة التي تعني انه قد تخلى عن مواقفه السابقة بعدم التصويت عليها مع بقاء سعر صرف الدولار على حاله.
ويقينا فان الضجة ضد الفتح هذه الايام هي ضجة مفتعلة وتقف وراءها اصابع خفية وغير خفية لايقاع الفتح في شرك تصريحاته النارية السابقة، ولكن الامر لايخلو من تعقيدات اخرى ومسارات جديدة ربما سيصعب الامر على الفتح انتخابيا، اذ ان الامر بات اكثر تعقيدا من سابقه، فالقواعد الجماهيرية الفقيرة للفتح باتت تشعر ان تحالفهم قد خذلهم في لحظة مفصلية. الامر الاكثر خطورة هنا ان قرار رفع سعر الدولار العراقي هو قرار حكومي ويتعلق بالبنك المركزي تحديدا ولايمكن تعديل هذا القرار من قبل البرلمان، فلماذا اصر الفتح على تعطيل التصويت على الموازنة دون مبررات منطقية وعلى حد قول الكثير من الناس (لقد صدعتم رؤوسنا بتصريحاتكم النارية دون جدوى اذا كنتم تريدون القبول بالامر لاحقا)، يبدو ان القضية اصبحت اكثر تعقيدا وخسارة الفتح انتخابيا اصبحت ظاهرة للعيان. الفتح كان اخر الملتحقين بموكب المؤيدين للابقاء على سعر صرف الدولار ولكنه كان اكثر الخاسرين شعبيا وانتخابيا، فسائرون وتيار الحكمة وغيرهم كانوا منذ البداية يتبنون هذا الموقف لكنهم لم يتعرضوا الى هذه الهجمة الاعلامية والفتور الشعبي مثلما يتعرض له الفتح، كما ان البرلمان قد صوت باغلبتيه الساحقة على الموازنة وموادها الجدلية مثل التصويت على اعتبار ما يسمى بالمغيبين شهداء ، نعم كسرت الجرة براس الفتح وكانه يمثل البرلمان برمته. لقد همس باذني احد اصدقائي وقال ربما صوت الفتح على الموازنة حتى يستطيع تمرير
فقرة اعادة المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي الى الخدمة ويستفيد من ذلك سياسيا وانتخابيا، اقول ان هذا الامر محفوف بالمخاطر اذ انه كيف يضمن اصوات هؤلاء ولقد هربوا من ساحة المعركة في وقت كان العراق برمته بحاجة إليهم. الفتح يحتاج الى اعادة رسم سياساته من جديد وضبط ايقاعات مواقفه المتناقضة والمستعجلة احيانا .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha