المقالات

الفتح بين نارين كلاهما محرق ...

1225 2021-04-04

 

محمد العيسى ||

 

عندما قرر تحالف الفتح دخول البرلمان للتصويت على الموازنة لم يكن ليضع في حساباته ردود فعل الناس وقواعده الجماهيرية على الاقل، اذ انه كان يتصور ان القضية ربما ستمر مرور الكرام إذا مضى في التصويت على الموازنة التي تعني انه قد تخلى عن مواقفه السابقة بعدم التصويت عليها مع بقاء سعر صرف الدولار على حاله.

 ويقينا فان الضجة ضد الفتح هذه الايام هي ضجة مفتعلة وتقف وراءها اصابع خفية وغير خفية لايقاع الفتح في شرك تصريحاته النارية السابقة، ولكن الامر لايخلو من تعقيدات اخرى ومسارات جديدة ربما سيصعب الامر على الفتح انتخابيا، اذ ان الامر بات اكثر تعقيدا من سابقه، فالقواعد الجماهيرية الفقيرة للفتح باتت تشعر ان تحالفهم قد خذلهم في لحظة مفصلية. الامر الاكثر خطورة هنا ان قرار رفع سعر الدولار العراقي هو قرار حكومي ويتعلق بالبنك المركزي تحديدا ولايمكن تعديل هذا القرار من قبل البرلمان، فلماذا اصر الفتح على تعطيل التصويت على الموازنة دون مبررات منطقية وعلى حد قول الكثير من الناس (لقد صدعتم رؤوسنا بتصريحاتكم النارية دون جدوى اذا كنتم تريدون القبول بالامر لاحقا)، يبدو ان القضية اصبحت اكثر تعقيدا وخسارة الفتح انتخابيا اصبحت ظاهرة للعيان. الفتح كان اخر الملتحقين بموكب المؤيدين للابقاء على سعر صرف الدولار ولكنه كان اكثر الخاسرين شعبيا وانتخابيا، فسائرون وتيار الحكمة وغيرهم كانوا منذ البداية يتبنون هذا الموقف لكنهم لم يتعرضوا الى هذه الهجمة الاعلامية والفتور الشعبي مثلما يتعرض له الفتح، كما ان البرلمان قد صوت باغلبتيه الساحقة على الموازنة وموادها الجدلية مثل التصويت على اعتبار ما يسمى بالمغيبين شهداء ، نعم كسرت الجرة براس الفتح وكانه يمثل البرلمان برمته. لقد همس باذني احد اصدقائي وقال ربما صوت الفتح على الموازنة حتى يستطيع  تمرير

فقرة اعادة المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي الى الخدمة ويستفيد من ذلك سياسيا وانتخابيا، اقول ان هذا الامر محفوف بالمخاطر اذ انه كيف يضمن اصوات هؤلاء ولقد هربوا من ساحة المعركة في وقت كان العراق برمته بحاجة إليهم. الفتح يحتاج الى اعادة رسم سياساته من جديد وضبط ايقاعات مواقفه المتناقضة والمستعجلة احيانا .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك