المقالات

الفتح بين نارين كلاهما محرق ...

1119 2021-04-04

 

محمد العيسى ||

 

عندما قرر تحالف الفتح دخول البرلمان للتصويت على الموازنة لم يكن ليضع في حساباته ردود فعل الناس وقواعده الجماهيرية على الاقل، اذ انه كان يتصور ان القضية ربما ستمر مرور الكرام إذا مضى في التصويت على الموازنة التي تعني انه قد تخلى عن مواقفه السابقة بعدم التصويت عليها مع بقاء سعر صرف الدولار على حاله.

 ويقينا فان الضجة ضد الفتح هذه الايام هي ضجة مفتعلة وتقف وراءها اصابع خفية وغير خفية لايقاع الفتح في شرك تصريحاته النارية السابقة، ولكن الامر لايخلو من تعقيدات اخرى ومسارات جديدة ربما سيصعب الامر على الفتح انتخابيا، اذ ان الامر بات اكثر تعقيدا من سابقه، فالقواعد الجماهيرية الفقيرة للفتح باتت تشعر ان تحالفهم قد خذلهم في لحظة مفصلية. الامر الاكثر خطورة هنا ان قرار رفع سعر الدولار العراقي هو قرار حكومي ويتعلق بالبنك المركزي تحديدا ولايمكن تعديل هذا القرار من قبل البرلمان، فلماذا اصر الفتح على تعطيل التصويت على الموازنة دون مبررات منطقية وعلى حد قول الكثير من الناس (لقد صدعتم رؤوسنا بتصريحاتكم النارية دون جدوى اذا كنتم تريدون القبول بالامر لاحقا)، يبدو ان القضية اصبحت اكثر تعقيدا وخسارة الفتح انتخابيا اصبحت ظاهرة للعيان. الفتح كان اخر الملتحقين بموكب المؤيدين للابقاء على سعر صرف الدولار ولكنه كان اكثر الخاسرين شعبيا وانتخابيا، فسائرون وتيار الحكمة وغيرهم كانوا منذ البداية يتبنون هذا الموقف لكنهم لم يتعرضوا الى هذه الهجمة الاعلامية والفتور الشعبي مثلما يتعرض له الفتح، كما ان البرلمان قد صوت باغلبتيه الساحقة على الموازنة وموادها الجدلية مثل التصويت على اعتبار ما يسمى بالمغيبين شهداء ، نعم كسرت الجرة براس الفتح وكانه يمثل البرلمان برمته. لقد همس باذني احد اصدقائي وقال ربما صوت الفتح على الموازنة حتى يستطيع  تمرير

فقرة اعادة المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي الى الخدمة ويستفيد من ذلك سياسيا وانتخابيا، اقول ان هذا الامر محفوف بالمخاطر اذ انه كيف يضمن اصوات هؤلاء ولقد هربوا من ساحة المعركة في وقت كان العراق برمته بحاجة إليهم. الفتح يحتاج الى اعادة رسم سياساته من جديد وضبط ايقاعات مواقفه المتناقضة والمستعجلة احيانا .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك