المقالات

راجـمــات ثـقـافـيــة

1360 15:44:00 2008-04-02

( بقلم : حسن حاتم المذكـور )

الكلمـات دائمـاً تعبـر عـن افكـار مسبقـة ’ فالذي يتكلـم يفكـر ايضـاً ’ اما الكتابـة فهـي الآخـرى مفروضـاً ان تعكـس منظومة قناعات ومواقف وحالـة وعي ’ بعـض الكتـاب وعلـى امتداد عمـر حكـومـة السيـد المالكـي كتبوا كثيـراً وتحدثوا في الغـرف المغلقـة للبالتالك واحيـاناً انفعالاً وغضباً حد التسقيط ’ لعجزها وتراخيهـا ومجاملتهـا لمن لا يحترم هيبـة الدولـة والقانـون ويسبب انفلاتاً للأمن والأستقرار واشعال للفـوضى والفتنـة وتفشي مظاهـر الفساد وتهريب الثروات الوطنيـة واشيـاء اخرى كثيـرة ’ ويـدعون ومن منطلق ليبـرالي طبعـاً الـى اسقاط الحكومـة والأتيـان بحكومـة تكنوقراط ــ علمانيـة ــ وكنـا نتفـق معهـم حـول الكثيـر ممـا يطرحـونـه ونضغـط مثلهـم بكـل ما نستطيعـه بالكلمة ووجهة النظـر ’

وعندمـا وصل بؤس الحالـة العراقية الى نقطـة الخطورة مهـددة الوطن والأنسان بالردة التي نخشـى فيهـا متواجهـة الأنقلاب الأبيض لجمهـورية البعث الثالثـة يتصـدره بيان المـوت والأبادة الجماعيـة والخراب العام والثآرات الدمويـة ’ ثـم عـودة العراق شعبـاً ووطناً الـى مـربـع الكارثـة البعثيـة بشروطهـا العنصريـة والطائفيـة ويتدفـق شريـان الدمـار العروبي ثانية الى الجسـد العراقي ’ وقـد بلـغ الضغـط الشعبي علـى حكومـة السيد المالكي حـداً لا يمكـن لـه تجـاوزه او تجـاهـل كارثـة النزيف العراقي دماً وارواحاً وثرواتاً وحاضـراً ومستقبلاً للنـاس ’ قـرر وبدعـم حكـومي وتعاطف شعبـي ان يدافـع عـن القانـون وهيبـة الدولـة والأنجازات المتواضعـة للعمليـة السياسيـة ’ وكان جاداً فـي ان يقود بنفسـه عمليـة انقاذ مـدن الجنـوب والوسط العراقـي ومنهـا بشكل خاص مدينـة البصـرة ’

استبشرت الضحايا من اهـل المدن الجنوبيـة واعلنـوا مساندتهـم وتطوعهـم الـى جانب الدولـة والقانـون والعدل ’ وكان السيد المالكـي صريحـاً ’ بـأنـه جـاء قادمـاً لمـدينـة البصـرة فقط مـن اجـل وقف التدهـور الأمنـي واستعادة سلطـة القانون وهيبـة واستقلاليـة مؤسسـات الدولـة وحمايـة ارواح المواطنين وصيانـة حرياتهـم وكرامتهـم ووقف عمليـة تهريب ثروات الوطـن وارزاق الناس وقطـع منـافذ دخـول المخـدرات واسباب الرذائـل ونـزع الأسلحة الثقيلـة والمتوسطة مـن يـد اعضاء الأحزاب والمنظمات المليشياتية ’ كـان صريحـاً جـداً لكنـه فـوجيء مثلمـا تفـاجأ الجميـع ’ بـأنـه هنـاك امـارة بعثيـة نافـذة السلطـة والسطـوة فـي احشـاء المدن الجنوبيـة ’ مجهـزة بأحـدث الأسلحـة واخطـرهـا ’ تفجـرت عنفـاً همجيـاً دمـوياً فـي مدينـة البصـرة ومـدن الجنوب والوسط الأخـرى ومـن ضمنهـا العاصمـة بغـداد ’ اذهلـت الحكومـة والناس والعالـم ’ حينهـا ارتبكت الحكـومـة امـام مـواجهـة وهجوم غير متوقعين ’ فقـررت حينهـا ان لا ينهـزم العراق ’ وبأرادة الجماهير البصرية والجنوبية والقوات المسلحـة الباسلـة وقـوى الشرطـة والأمـن الوطنيـة استطاع السيـد المالكي ان يـواجه تلك الدولة المليشياتية السرية وينتصرعليهـا عراقياً ’ وقـد عبـر الألتفاف الشعبي حـول ابنـاء القوات المسلحة عـن حجـم المعانـاة والكارثـة التـي تعرضت اليهـا مـدن الجنوب ومنهـا البصرة بشكل خاص مـن تسلط واستهتار تلك الزمـر المأجـورة .

الغريب في الأمـر ’ ان الكتبـة الذيـن كانـوا يـدينون تساهـل المالكـي وحكومتـه تجـاه تلك الزمـر المسعـورة ويدعون الى الشدة والحزم ويتباكـون على امـن الناس وكرامتهـم وثـروات الوطـن ومصيـر العراق ويمارسون تسقيطـه ويـدعون الـى اسقاطـه واستبدالـه بحكـومـة تكنوقراط علمانيـة على مذاقهـم ’ هؤلاء انقلبـوا على بطانتهـم وكشفـوا الوجه الآخـر لعملتهـم ’ اخذ كـل يستعيـرالأسواء من ترسـانة الآخر ينددون ويدينون القتـل ويطالبون بايقاف حمامات الدم بحق الأبرياء مـن ابناء المليشيات الوطنيـة !!! عبـر التفاوض والحلول السلميـة والهـدنـة وتـرك الأوضاع المأساويـة على حالهـا مطالبـة بأنسحاب السيد المالكـي مـن مدينـة البصـرة وتـرك الأسلحـة الثقيلـة والأثقـل والمتوسطـة وفوق المتوسطـة بيـد المليشيات المسالمة !!! لحكـومـة الظـل تتحكـم استهتاراً بمصائـر اهـل البصـرة والمدن الجنوبيـة الآخرى .

لا افهـم اطلاقـاً هولاء دعـاة او مفتعلي الليبرالية والعلمانيـة والتكنوقراط ايضـاً ... هـل ان الذي كنـا نسمعـه منهـم ونقـراءه لهـم كان حقـاً مـواقف وطنيه وانسانية’ ام كـانت راجمات ثقافية اعلامية تحت الطلـب ... ؟ وهـل كانت تعبـر انـذاك فعلاً عـن قناعات ’ ام مجـرد اسهالات غيـر منضبطـة ... هـل كان حقـاً يعنيهـم مصيـر الوطن ومعاناة الشعب .. ام انهم عبـوات ثقافيـة وسياسية مؤجلة حان مـوعـد وتوقيت تفجيرهـا ...؟  مـا اسوء ان يتحـول النفـاق المأجـور الـى حالـة ثقافيــة .

قـد تستطيـع الحكومـة وبمـؤازرة الشعب ان تنزع الأسلحـة مـن ايدي الزمـر الضالـة ’ لكـن كيف لهـا ان تعطـل مفعـول العبوات والمفخخـات الثقافيـة والسياسيـة فـي رؤوس بعـض الكتبـة او التقليـل مـن اضراهـا على الأقــل ...؟ في هـذه الحالـة تكون المواجهة اكثـر صعوبة وتعقيـداً وتتطلب وقتـاً ’ لأن الحسم فيهـا سيكـون فـي ساحات الوعـي والمعرفـة والأعلام ’ وهنـا يتطلب الأمـر صبـراً وجهـداً استثناءيـاً يتحمـل اغلب اعباءة المثقف العراقي الرائد المخلص قناعـة راسخـة للثقافـة الوطنيـة والأنسانيـة ’ الذي انتفض الآن فعلاً واعلـن مـوقفـه المصيري الـى جانب العراق وطنـاً وشعبـاً ’ يشيـر بمـداد قلمـه النازف دائمـاً الـى طريق الخلاص عبـر بوابـة التحرر والديموقراطية بأطارهـا الفدرالـي الذي يصنعـه وعـي الجماهيـر الشعبيـة صاحبـة المصلحـة وارادتهـا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك