المقالات

شيء ما يشبه شيء..!

1488 2021-03-31

 

حسن المياح ||

 

( إنه عتاب وتأنيب , ورجاء لتغيير , وأمل لإصلاح , الذي نقوله)

 

تلك هي قصة وتسمية الموازنة لعام ٢٠٢١م في العراق العظيم , الذي فيه يهبط مقدار قيمة عملته الوطنية ديناره; ويرتفع سعر عملة المحتل الأميركي التي هي دولاره .

ويصبح العراق الذي هو وطني ومسقط رأسي وطن المحتل الغريب الأجنبي المستعمر المستكبر ونكون نحن مواطنوه عراق الرسالات والنبوات , والأجداد والآباء , أغرابآ أعرابآ , وغربانآ بياضآ وسوادآ , يندر وجودنا فيه , وهم الذين يتمتعون بثرواتنا وممتلكاتنا .. بفعل وحراك سياسينا وحكامنا وأحزابنا .. وكأنهم عملاء مطية مستحمرون لهم , أجراء تابعون .

يعني ما هذا التناقض الفكري والسلوكي والتعاملي , والكيل بكيلين متناقضين .

أقولها ألمآ وتوجعآ , وتبرمآ وتظلمآ , لأن الظاهر من الوجه العملي الرسالي لسائرون أنهم عون الفقير , وأخ المعدوم , وصديق المحروم , وعضد المكسور المألوم ..... وهذا هو عشمنا فيهم وفي حراكهم السياسي وتعاملهم الإنساني مع الشعب العراقي .... ونرجو أن يكونوا هكذا . ونتمى ما نقوله هو أوهام وهذيان, ولكن لما يكون سلوكهم وفكرهم وتعاملهم سليمآ مستقيمآ , يصب بصالح ومنافع الشعب العراقي .

كثرت الأخبار وزقزقات التغريدات , والتصريحات ومقالات وخطابات النقود والإنتقادات , والشائعات المطبوخات والمنشورات المسعورات واللاهبات المتداولة من الكلام الغث والسمين واللقيمات الصغيرات الهزال المهزولات , بأن سائرون هم الذين رفعوا سعر الصرف للدولار الأميركي ~ وهم المقاومون للمحتل الأميركي وقدموا الشهداء والتضحيات الزاكيات ~ بالنسبة للدينار العراقي ( وهو الشهيد الآخر من بين الشهداء ) من خلال الإيعاز الى البنك المركزي العراقي الذي هو المسؤول عن هذا الأمر , وهذا الشأن من الأمور والسياسات المالية , مما حدا بالأسعار للسلع والبضائع , وخصوصآ الغذائية منها , أن ترتفع أسعارها , وتصبح مرتفعة عالية , جشعة ظالمة , ناهبة هالكة , لا يقدر الفقير أن ينال منها على لقمة خبزه , وعلى البعض من مائدة طعامه .

والتناقض الذي يؤكد أن الشيء لا يشبه الشيء من جنسه , هو أن سائرون قرأوا دعاء الفرج ترتيلآ مؤمنآ , خاشعآ مؤثرآ جليلآ , في البرلمان , وتحت قبته وقوفآ إحترامآ وإجلالآ. ويا ليت , وكم كنت أتمنى أن يقرأ دعاء الفرج , في الحضرة الحسينية الكريمة الطاهرة المقدسة , وتحت قبة الإمام الهمام الحسين بن علي بن أبي طالب سيد الشهداء , الإمام الحسين الطهر الطاهر المطهر , سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الأمام الحسن بن علي عليهم سلام الله جميعآ, وأن الدعاء تحت قبة الإمام الحسين عليه السلام مستجاب لا محالة , كما هو المأثور في الأحاديث النبوية وأقوال المعصومين الميامين الطهر الطاهرين  لا تحت قبة البرلمان الذي لم يرد بحقه حديث قدسي أونبوي أو قول إمام معصوم مأثورإلا أحاديث المحاصصة وأفعال النهب والسرقة , والتكالبات الحزبية المصلحية , والتشابكات البراجماتية الكتلية النفعية ..

ولا يعني هذا أن الدعاء مكمن ترتيله محصور ومحتم تحت قبة الإمام الحسين عليه السلام فحسب , وفقط; ولكن الدعاء يسمع ويمكن الإستجابة في جميع الأماكن , والمضان المعلومة المعروفة .

والذي يناقض مضمون دعاء الفرج , هو رفع سعر الصرف للدولار الأميركي , الذي يضيق سبل المعيشة على الشعب العراقي الذي هو ليس من مضن الدعاء والإستجابة .

 ودعاء الفرج شيء , لا يشبه إرتفاع سعر الصرف للدولار الأميركي الذي هو شيء أيضآ , الذي يشابهه بالشيئية , ويخالفة بالمضمون والنتيجة .

فعلام هذا التناقض الذي يؤدي الى التلون في السلوك والتعامل في الحراك السياسي , الذي ينتج العسر والشدة والضيق في الحالة الإقتصادية للبلد العراقي والناس العراقيين .

دعاء الفرج الشريف الكريم , المؤمن الصالح , الأمل الفالح , هو تسهيل للتعسير , وفك للشدة , وحل لعقد المكاره , وما الى ذلك من إنفتاحات وتسهيلات, وفوائد ومنافع , وتقويمات وعامة مصالح .

فلم تناقضوه سلوكآ وموقفآ سياسيآ حكوميآ يعزز ويؤكد ويجرأ ويدفع ويساند ويعاضد ويشجع ويجعل الحكومة تقدم بكل عزم وإصرار , وشدة وتركيز وإعتبار , على فرض رفع سعر صرف الدولار , وبرلمانيآ لتعضيد موقف الحكومة ومساعدتها ومؤازرتها وتقويتها وتشجيعها على إصرارها وعزمها وقسوتها بالبقاء متمسكة برفع سعر الصرف, وبهذا تكونون في خانة من يعادي الشعب , وينتقم منه , مهما بررتم حجاجآ وفرضآ بالقوة وإستعراض العضلات المفتولة المدججة سلاحآ, فإنه لا يبرر ساحتكم من الظلم والإجرام بحق الشعب العراقي المسكين , المظلوم , الفقير معيشة , والمحروم رزقآ ووسيلة عيش ووظيفة , بسبب سياساتكم المزاجية النفعية الهوائية المصلحية .

كونوا أحرارآ دعاءآ وسلوكآ عمليآ , وواعين مؤمنين عاملين , سياسة ورسالية , وصلاح حراك وإستقامة سلوك .

وهذا هو المؤمل والمرتجى ممن يقرأ دعاء الفرج , ويرتله بعقيدة وإيمان , وصدق وإخلاص , وتفكير وتنفيذ .

وإلا فإنه التناقض الفاحش الصارخ والشيء الذي لا يشبه الشيء المجانس له الواضح الأبلج الفاضح .

ولله في خلقة شؤون وشؤون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك