المقالات

شيء ما يشبه شيء..!

1574 2021-03-31

 

حسن المياح ||

 

( إنه عتاب وتأنيب , ورجاء لتغيير , وأمل لإصلاح , الذي نقوله)

 

تلك هي قصة وتسمية الموازنة لعام ٢٠٢١م في العراق العظيم , الذي فيه يهبط مقدار قيمة عملته الوطنية ديناره; ويرتفع سعر عملة المحتل الأميركي التي هي دولاره .

ويصبح العراق الذي هو وطني ومسقط رأسي وطن المحتل الغريب الأجنبي المستعمر المستكبر ونكون نحن مواطنوه عراق الرسالات والنبوات , والأجداد والآباء , أغرابآ أعرابآ , وغربانآ بياضآ وسوادآ , يندر وجودنا فيه , وهم الذين يتمتعون بثرواتنا وممتلكاتنا .. بفعل وحراك سياسينا وحكامنا وأحزابنا .. وكأنهم عملاء مطية مستحمرون لهم , أجراء تابعون .

يعني ما هذا التناقض الفكري والسلوكي والتعاملي , والكيل بكيلين متناقضين .

أقولها ألمآ وتوجعآ , وتبرمآ وتظلمآ , لأن الظاهر من الوجه العملي الرسالي لسائرون أنهم عون الفقير , وأخ المعدوم , وصديق المحروم , وعضد المكسور المألوم ..... وهذا هو عشمنا فيهم وفي حراكهم السياسي وتعاملهم الإنساني مع الشعب العراقي .... ونرجو أن يكونوا هكذا . ونتمى ما نقوله هو أوهام وهذيان, ولكن لما يكون سلوكهم وفكرهم وتعاملهم سليمآ مستقيمآ , يصب بصالح ومنافع الشعب العراقي .

كثرت الأخبار وزقزقات التغريدات , والتصريحات ومقالات وخطابات النقود والإنتقادات , والشائعات المطبوخات والمنشورات المسعورات واللاهبات المتداولة من الكلام الغث والسمين واللقيمات الصغيرات الهزال المهزولات , بأن سائرون هم الذين رفعوا سعر الصرف للدولار الأميركي ~ وهم المقاومون للمحتل الأميركي وقدموا الشهداء والتضحيات الزاكيات ~ بالنسبة للدينار العراقي ( وهو الشهيد الآخر من بين الشهداء ) من خلال الإيعاز الى البنك المركزي العراقي الذي هو المسؤول عن هذا الأمر , وهذا الشأن من الأمور والسياسات المالية , مما حدا بالأسعار للسلع والبضائع , وخصوصآ الغذائية منها , أن ترتفع أسعارها , وتصبح مرتفعة عالية , جشعة ظالمة , ناهبة هالكة , لا يقدر الفقير أن ينال منها على لقمة خبزه , وعلى البعض من مائدة طعامه .

والتناقض الذي يؤكد أن الشيء لا يشبه الشيء من جنسه , هو أن سائرون قرأوا دعاء الفرج ترتيلآ مؤمنآ , خاشعآ مؤثرآ جليلآ , في البرلمان , وتحت قبته وقوفآ إحترامآ وإجلالآ. ويا ليت , وكم كنت أتمنى أن يقرأ دعاء الفرج , في الحضرة الحسينية الكريمة الطاهرة المقدسة , وتحت قبة الإمام الهمام الحسين بن علي بن أبي طالب سيد الشهداء , الإمام الحسين الطهر الطاهر المطهر , سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الأمام الحسن بن علي عليهم سلام الله جميعآ, وأن الدعاء تحت قبة الإمام الحسين عليه السلام مستجاب لا محالة , كما هو المأثور في الأحاديث النبوية وأقوال المعصومين الميامين الطهر الطاهرين  لا تحت قبة البرلمان الذي لم يرد بحقه حديث قدسي أونبوي أو قول إمام معصوم مأثورإلا أحاديث المحاصصة وأفعال النهب والسرقة , والتكالبات الحزبية المصلحية , والتشابكات البراجماتية الكتلية النفعية ..

ولا يعني هذا أن الدعاء مكمن ترتيله محصور ومحتم تحت قبة الإمام الحسين عليه السلام فحسب , وفقط; ولكن الدعاء يسمع ويمكن الإستجابة في جميع الأماكن , والمضان المعلومة المعروفة .

والذي يناقض مضمون دعاء الفرج , هو رفع سعر الصرف للدولار الأميركي , الذي يضيق سبل المعيشة على الشعب العراقي الذي هو ليس من مضن الدعاء والإستجابة .

 ودعاء الفرج شيء , لا يشبه إرتفاع سعر الصرف للدولار الأميركي الذي هو شيء أيضآ , الذي يشابهه بالشيئية , ويخالفة بالمضمون والنتيجة .

فعلام هذا التناقض الذي يؤدي الى التلون في السلوك والتعامل في الحراك السياسي , الذي ينتج العسر والشدة والضيق في الحالة الإقتصادية للبلد العراقي والناس العراقيين .

دعاء الفرج الشريف الكريم , المؤمن الصالح , الأمل الفالح , هو تسهيل للتعسير , وفك للشدة , وحل لعقد المكاره , وما الى ذلك من إنفتاحات وتسهيلات, وفوائد ومنافع , وتقويمات وعامة مصالح .

فلم تناقضوه سلوكآ وموقفآ سياسيآ حكوميآ يعزز ويؤكد ويجرأ ويدفع ويساند ويعاضد ويشجع ويجعل الحكومة تقدم بكل عزم وإصرار , وشدة وتركيز وإعتبار , على فرض رفع سعر صرف الدولار , وبرلمانيآ لتعضيد موقف الحكومة ومساعدتها ومؤازرتها وتقويتها وتشجيعها على إصرارها وعزمها وقسوتها بالبقاء متمسكة برفع سعر الصرف, وبهذا تكونون في خانة من يعادي الشعب , وينتقم منه , مهما بررتم حجاجآ وفرضآ بالقوة وإستعراض العضلات المفتولة المدججة سلاحآ, فإنه لا يبرر ساحتكم من الظلم والإجرام بحق الشعب العراقي المسكين , المظلوم , الفقير معيشة , والمحروم رزقآ ووسيلة عيش ووظيفة , بسبب سياساتكم المزاجية النفعية الهوائية المصلحية .

كونوا أحرارآ دعاءآ وسلوكآ عمليآ , وواعين مؤمنين عاملين , سياسة ورسالية , وصلاح حراك وإستقامة سلوك .

وهذا هو المؤمل والمرتجى ممن يقرأ دعاء الفرج , ويرتله بعقيدة وإيمان , وصدق وإخلاص , وتفكير وتنفيذ .

وإلا فإنه التناقض الفاحش الصارخ والشيء الذي لا يشبه الشيء المجانس له الواضح الأبلج الفاضح .

ولله في خلقة شؤون وشؤون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك