المقالات

بين صوت الشعب وما يُسمى "صوت الشارع"..

1849 2021-03-22

 

✍️ إياد الإمارة ||

 

▪ ليس بالضرورة أن يكون صوت الشارع -حتى وإن كان فعلاً كذلك- هو  صوت الشعب بأكمله، فعندما يرتفع صوت شخص "ما" بين جماعة "معينة" فهذا لا يعني انه صوت هذه الجماعة بكامل أفرادها، فقد يكون هناك مَن يرفض هذا الرأي لكنه يتحدث بصوت غير مرتفع "مو بالصايح" وإنما بالطريقة الهادئة التي يراها مناسبة، أو انه لا يُفصح عن رأيه بالمرة في بعض الأحيان وإن عُد ذلك سلبياً..

يدعي بعض "التشرنچية" انهم صوت الشعب لأنهم صوت الشارع وتلك مفارقة كبيرة جداً لا يمكن القبول بها ببساطة..

إذ أن غالبية الناس ليست من الشغب "الذي تزامن مع أحداث تشرين صوت الشارع" أو معه..

غالبية الناس ليست مع حرق الدوائر الحكومية وممتلكات الناس..

وغالبيتهم ليسوا مع إيقاف الدراسة في المدارس والجامعات..

غالبيتهم ليسوا مع قطع الشوارع وإيقاف عجلة الحياة بالطريقة التي حدثت لأكثر من مرة خلال حركتهم منذ إنطلاقها لأول مرة..

هناك مَن يرى إن "التشرنچية" بطريقتهم التصعيدية غير الموضوعية في أغلب الأحيان ضيعوا على الناس فرصة الإصلاح التي يطالب بها الشعب العراقي وخرج لأكثر من مرة مطالباً بها.

الكثير من أصحاب المطالب الحقة "الشعب":

١. المطالبة بتوفير الخدمات..

٢. المطالبة بتوفير فرص عمل..

٣. المطالبة بمحاسبة الفاسدين..

٤. المطالبة بمنع "الطبقة البرجوازية" من الإستأثار بالفيء..

ليسوا مع كل الشغب "صوت الشارع" الذي حدث في العراق، بل بالعكس يرون ان هذا الشغب "التشريني" قد عطل مطالبهم وأطاح بها، ولم يوفر لهم الخدمات بل فاقم أزمتها، كما لم يوفر فرصة عمل إلا لبعض مَن أسموهم ذات مرة بالناشطين، ولم يحاسب فاسداً واحداً بقدر ما عزز من نفوذ البعض منهم ومنحهم الحصانة المزمنة، وبقي الفيء بأيدي سراقه "البرجوازيين" دون الناس!

صوت الشارع "التشريني" خنق صوت الشعب ووقف حائلاً دون أن يصدح مرة أخرى مطالباً بما يريد على طريقته الحضارية السلمية..

وهذه الحقيقة يدركها التشرينيون "صوت الشارع" - كما يدعون - قبل غيرهم لذا فهم يتخوفون من دخول العملية السياسية عبر صناديق الإنتخابات التي لا نقول بنزاهتها المطلقة، هم يدركون بعدم قدرتهم على حجز مقاعد مناسبة تحت قبة البرلمان وبالتالي لن يستطيعوا أن يكونوا مؤثرين في العملية السياسية، لذا يُصرون على بقائهم وسط الشارع ليحققوا ما يريدون "ديمقراطية الشارع" وهذا ما لا يمكن القبول به لأنه سوف يأتي على آمال الناس خصوصاً بعد فشل التجربة الحالية التي نتجرع مرارتها الآن والتي كانت من مخرجات "صوت الشارع" الشغب الذي حدث مؤخراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك