المقالات

سليماني والمتظاهرين

1389 2021-03-14

 

علي الصحاف ||

 

قبل استشهاد الجنرال قاسم سليماني، عملت العديد من الماكنات الاعلامية، على اغتيال سليماني جماهيريا، قبل تنفيذ اغتياله جسديا، مستخدمة اسلوب التهم في لحظة الغليان الشعبي، مستغلة الغفلة والتشتت والسذاجة، التي كان يعيشها جزء كبير من مجتمع التظاهرات، ومن جملة هذه التهم، هو مشاركة الجنرال سليماني بقتل المتظاهرين، وبقدر سذاجة هذه التهمة، فان تفنيدها لا يحتاج الى سوى دقيقتان للتفكير، ما هي مصلحة سليماني بالمتظاهرين، والجميع يعلم ان ايران لا تهمها الحكومات بعينها، لان مصالحها وتعاملاتها مع العراق هي ذاتهه، ان كان عبد المهدي او العبادي او الكاظمي، لا تتغير،

بالاضافة الى ان سليماني المنشغل بدعم المقاومة الفلسطينية، والجبهة السورية المعقدة، واستقطاب حلفاء من هنا وهنالك،

ليس من المنطقي اطلاقا، ان يشغل نفسه في قضية غير معني بها اساسا، ولو قارنا بين اهمية العراق ولبنان كمقاومة عند ايران، لكانت الكفة للبنان، باعتبارهه بخط التماس المباشر مع اسرائيل، ومع ذلك لم نشهد سقوط اي ضحية في تظاهرات لبنان، فهل سليماني يترك اهم جبهة ويأتي ليقتل شباب ضعفاء لا يشكلون اي خطر، هذا من الجانب المنطقي،

اما عند الحديث بالمعطيات الواقعية،

فان من شارك بقمع المحتجين هم، ( مكافحة الشغب *قوات حفظ النظام * قوات حماية الخضراء * الفوج الرئاسي الكردي المتواجد قرب الخضراء * مكافحة الارهاب * الجيش العراقي *جهاز المخابرات)، فجميعهم قوات حكومية عراقية رسمية، لا تقبل حتى المنتسب الذي من ام غير عراقية، ولا تأخذ اوامرها الا من رئيس الوزراء ووزير الداخلية.

فاين ايران وسليماني من تلك القوات، وكما ذكر سابقا بخصوص سذاجة هذا الاتهام وغباءه، لجئت الماكنة الاعلامية الامريكية باستحداث تهمة جديدة، تتماشى مع الجهل السياسي الذي يعيشه الشارع الاحتجاجي،

فكانت هذه التهمة هي تدخل سليماني بالسياسة العراقية،

وبالرغم من كونها غير مستندة على اي دليل مطلقا، ومبنيه على التكهنات فقط، الا انها استطاعت ان تنطلي على العديد من مجتمع التظاهرات، الجهل  السياسي الذي يعيشه المتظاهر المندفع، جعل منه رف، يتم تعليق عليه اي فكرة تبتغيها امريكا واعلامها،

ابتداءا من فكرة معادات الحشد وايران والاتفاقية الصينيه،

مرورا برفض البرلمان، الذي صوت على اخراج القوات الامريكية، انتهاءا باسقاط الرمزية المقدسة للمرجعية، والقادة الشيعة، ومنهم الجنرال سليماني، فاكثر ما يؤرق المحتل هي الرمزية، تلك الرمزية التي اجبرت ايطاليا على اخفاء جثة عمر المختار، واجبرت فرنسا، على رمي جثث قادة الانتفاضة السورية في النهر،

واجبرت امريكا، على صرف مليارات الدولارات، لاخفاء رمزية قادة المقاومة، باستخدام ما ذكر اعلاه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك