المقالات

ربحت أن أخسرك..!

1396 2021-03-12

 

د. حسين القاصد ||

 

وإذا أسفت على شيء في حياتي فلا شيء أكبر من أسفي على وقت أهدرته على من لا يستحق، وضحكة أهدرتها وأرقت ماء وجهها لوجه مستعمل مثل حذاء مثقوب.. ولعل من أسفي الكبير هو قلقي في غير محله على من هو قلق على محله أو ما هو موعود به.

وليس أعظم ولا أقسى ولا أشد وقعاً من الظن الذي بعضه إثم؛ فكم أنا آسف لأني لم أظن!!

وقد أشفق على من يملك يدين اثنتين لكنه لا يستعملهما الا للتصفيق أو لكتابة الشعر العمودي الفج بعد أن صار أجود الشعر أرخصه وأحمده أرذله.

فعن أية صداقة تحدثني حين اصافحك بيمناي بينما يسراك تتغلغل في ظهري ونحن نتبادل ضحكة بائتة .

نعم، آسف جدا، يوم تركت أسرتي بلا وجبة طعام وذرفت ماء وجهي لأنقذك من مرض داهمك أو عوز ألمّ بك..

هل يعتذر المرء عن إنسانيته؟ نعم، ها أنا أعتذر لأنها أخطأت وجهتها.. أيام كان يتصل بي من يطلب مني إنقاذ أسرته من الدواعش ثم صار يحاول أن يدلني على وطن لا يعرفه بل تركه عند البئر فأكلته الجحوش الإلكترونية.

هل يعتذر المرء لمن يسرقه؟ نعم، ها أنا أفعل لمن أطعمته حرفا وعض يدي جهلا.

هل يعتذر المرء لعدوه؟ لا، لأن من كنت أظنه صديقي استعجل العداء ببضعة دراهم، لذا فإن صديق صديقي عدوي، حين صار صديقي يهاتفني بالسر كأننا في تنظيم سري ويخشى أن يعلن محبته لي أو فضل يدي على عقله!

ثم ما الجديد؟ أنا أنا، لاشيء يوجعني غير نبض أسرفته في غير محله وآلاف الكيلومترات قطعتها مخدوعا في وجهتي.

لا وجع كوجع الحقيقة لأنها ربح والأرباح مؤلمة مفرحة، وأعظم الأرباح تلك التي تنتمي إلى شعاري الذي أطلقته ذات يوم ( ربحت أن أخسرك) لكني خسرت عليك وقتاً ونبضا وألماً ستدفعه حين يخلعك من خدعك ويرميك ليستبدلك بحذاء مثقوب آخر؛ ما أبأس الوجوه المثقوبة! فهي الوحيدة التي تنفذ من المرايا من دون ملامح! المرايا بغايا وجوه.

ما الجديد؟ كنا تجمعنا صورة واحدة وأنا محمول على الأكتاف لكني احملهم في قلبي..والآن لفظهم قلبي بعد أن فرغت أكتافهم لغيري.

لقد قلتها سابقا حتى سرقها أحدهم ونسبها لنفسه (تحدث كثيرا لكنه لم يسكب الماء بعد الانتهاء - ديوان تفاحة في يدي الثالثة) والا فكيف بمن لا يجيد حتى شعرية الاستمناء التي ضج بها الفيسبوك التي تغري الزواحف..كيف يعلمني الوطنية وأنا حملته بفارغ القلب إلى حيث الوطن؟ ونصف شعري مزروع في ما يسميه ديوانه؟ كيف بصبية حكومة السهو؟

آسف جدا..آسف لأني عرفتك يوما..اعتذاري لي فأنا أستحقه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك