المقالات

القوم أبناء القوم..والتأريخ يعيد نفسه..!

4909 2021-03-05

 

بهاء الخزعلي||

 

منطلقا من القول المأثور، (الأمة التي لا تقرأ تأريخها تعيد أخطائها)، و في ظل الظروف التي نشهدها هذه الأيام، وتصديا للهجمات العسكرية و الأعلامية والفكرية، التي يروج لها البعض ضد الحشد المقدس، توجب علينا التوقف عند حوادث تأريخية مشابهة لأستهداف الشيعة في زمن البعث البائد، و كذلك مشابهة لأستهداف الحشد المقدس في هذه الأيام، ولكي لا يعاد الطف من جديد، أذكركم أخوتي بالأحداث التي عاشها مسلم أبن عقيل عليه السلام في الكوفة قبل واقعة الطف.

* كان الشيعة في الكوفة مهمشين من قبل الدولة الأموية، خصوصا عندما نصب معاوية زياد أبن سمية واليا على الكوفة، هجر ذلك اللعين قرابة خمسون ألف أسرة شيعية الى إيران، و ذلك يوضح لنا من أين جاء صدام لعنه ألله بفكرة تهجير الشيعة بداعي التبعية الى إيران.

* كذلك أعتقال الموالين لأهل البيت علماء و شباب موالي، على سبيل المثال زج في السجن حبيب أبن مظاهر و مسلم أبن عوسجه و برير (رض)، و ذلك ما شهدناه في زمن البعث من مقابر جماعية و أغتيالات لعلماء الشيعة و سجون بداعي زعزعة الأمن في البلاد، كذلك الأقامات الجبرية على البعض مثل ميثم التمار أو هاني أبن عروة (رض)، و ذلك أيضا شهدناه في زمن البعث البائد، حيث وضع سماحة السيد السيستاني دام ظله تحت الأقامة الجبرية.

* عندما وصل الخبر ليزيد بأن الكوفة تعاهدة بالولاء للحسين عليه السلام، وبايعوا مسلم أبن عقيل عليه السلام، كتب لعبيد الله أبن زياد أني وليتك المصرين البصرة و الكوفة، حينها كان أهل الكوفة ينتظرون وصول الأمام الحسين عليه السلام، فذهب أبن زياد للكوفة وهو يفكر كيف يدخلها وبها أبن عقيل، ففكر بأرتداء زيا حجازي كي يظن من يراه أنه الحسين عليه السلام، وهذا الحدث يذكرني بأحد الساسة الذي أستلم منصبا في ايامنا هذه، وذهب لمقابلة أبناء الحشد وهو يرتدي زيهم المشرف.

*حين وصل ابن زياد الى القصر ثم بدأ بسياسة العصا والجزرة، فجلب بعض شيوخ العشائر و أعطاهم المال ليتركوا مسلم، ثم خطب بالناس قائلا ( أن الأمير يزيد أمرني عليكم و كلفني بأنصاف محرومكم و إشباع جائعكم و إكساء عريانكم والويل والثبور لمن أبآ و أعلموا أن يزيد قد تجهز بجيش جرار اوله في الكوفة و آخره في الشام)، و ما بين الخائف و ما بين المرتشي وما بين من يقول مالنا والدخول بين السلاطين، صلى مسلم أبن عقيل صلاة الظهرين ب١٢ ألف مبايع وعندما أدركته صلاة المغرب كبر للصلاة فلم يجد خلفه أحدا، وهذا ما يريده المحتل من خلال رشوة بعض العراقيين وتخويف البعض بالدعاية الأميركية و الأمكانات العسكرية، فقفوا مع الحشد الذي نصركم ولا تجعلوا موقفه كموقف مسلم عليه السلام.

* عندما مرض هاني أبن عروة وذهب لزيارته إبن زياد، كان مسلم في دار هاني، فقال له هاني (أدخل الى المخدع و اذا أشرت لك فأخرج و أقتل أبن زياد و دع الثورة تنتصر من جديد)، السبب الوحيد الذي منع مسلم من قتل إبن زياد، هو أن من تربى في مدرسة علي أبن ابي طالب لا يعرف الغدر، لذلك فصائل المقاومة والحشد بريء من حوادث الكاتيوشا الغير دقيقة، و الدليل على ذلك هو بيان الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة، الذي الغيه به جميع التفاهمات السابقة مع الحكومة بعدم التعرض لقواعد الأحتلال، ولو كان فصائل المقاومة هم من يطلقون الكاتيوشا، فما الفائدة من البيان الذي أصدروه.

* وعندما خرج مسلم أمام أبن زياد، قال له الدعي أبن زياد (القوم كتبوا لنا شكوك منك يا مسلم و انت تريد تغيير سنة الخلافة)، فأجابه مسلم (بل كتبوا لنا أن أباك زياد قد قتل اخيارهم يقصد حجر أبن عدي (رض) و ابقى اشرارهم و جئنا لنرفع عنهم الجور)، وهذا الموقف يذكرني بدعاة السيادة، الذين حضروا أتهاماتهم للحشد و فصائل المقاومة بداعي خرق السيادة، لكن عندما طائرات المحتل تقصف مقرات الحشد العراقي لم تسمع لهم صوتا.

* كذلك عندما قال مسلم أبن عقيل لعمر أبن سعد (يا عمر أريد أن أوصيك بوصيتي)، وبعدما أستمع للوصايا ذهب لأبن زياد وقال له أتعلم ما اوصاني مسلم، فقال له أبن زياد (ويحك أما تستحي من أبن عمك)، فأجابه عمر أبن سعد (كلا فأنا أريد أن اخبرك)، وحين ما أخبره التفت أبن زياد لمسلم وقال له(ما خانك الأمين لكنك أئتمنت الخائن)، وهذه الحادثة أشبه بأستهداف مقرات الحشد بالحدود العراقية، الحشد مسلم و في الحكومة عمر أبن سعد، و في واشنطن أبن زياد، الذي أشار الى من اوصل لهم المعلومات عن الحشد المقدس.

·        ختاما:

الحشد والمقاومة هم أبناء و أصحاب الحسين عليه السلام، و في حكومتنا وبلادنا بعض المنافقين كعمر أبن سعد، والمحتل يزيد ابن معاوية و مستشاره سرجون لعنهم الله، لذلك يا أبناء هذا الوطن عموما و الشيعة خصوصا، لا تساندوا المحتل على الحشد و المقاومة، فيأتي يوما على أحفادكم يقولون (ياليتنا كنا مع الحشد فنفوز فوزا عظيما).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك