علي العقابي||
مهنة الإعلام الجَميل، مهنة مقدسة و حرة و شريفة و يجب أن تكون على ذلك النَحو، بل هي خُلقت لتكون هكذا، و لا تَرتضي أن تعيش في غير هذا المكان، و هي أكبر من أن تحَجم أو تسيس و تسجن خلف القضبان ذليلة لجهة ما، الأقلام سلاح ذو حَدين لا يقبض عَليه، والقابض على نزاهة قَلمه كالقابض على جَمرة لهابة إذا سُيسَت الأقلام، بيعَت كل القيم والثوابت الأخلاقية
اليوم في ضل كثرة بَيع الأقلام و الضمائر لجهات و بلدان و أحزاب، بات العَقل الجَمعي لا يفرق بين الصالح و الطالح، بل أصبح يَجمع و يجزم على أن كل الصحافيين و
العاملين في الإعلام هم أناس بلا مبادئ و لا ضمائر و مباعين، فَرنسا مَرت بمرحلة كانت قد اصيبَت بمَرض تَسييس الأقلام، و شَكت من هذه الفترة كَثيراً، حَيث نَشرت إحدى المَجلات الفَرنسية أن احد القراء اليوميين في فرنسا يقول لماذا تشتري جريدة إذا كان في امكانك أن تشتري الصحفي، و هذا الاستنتاج جاء بسَبب كثرة التَسييس، أو سادت فكرة بَيع الأقلام في تلك الفترة وآمن بها العَقل الجَمعي و ثُبتت، فأنعدمت ثقة الجماهير بالصحافة و الإعلام لدرجة إقامة حَملات مقاطعة للمجلات و الجرائد، لكن السؤال هنا، هؤلاء الصَحفيون المسَيسون لجهات ما، ماذا تَركوا من أثر؟
بالتأكيد لا شَيء يذكر، ولا حتى اسم، الصحافة نَهر جاري، اما ان تَكون ربان ماهر في سفينتك، أو ستقودك الأمواج إلى الهلاك و الغرق، و بالتالي تطمَر و، يطمَر معك اسمك و حروفك المباعة لأيٍ كان، اليَوم علينا كَمتصدين للإعلام و الصحافة أن نكون على قدرٍ كافٍ من المسؤولية، لأننا نَمر بمرحلة فرنسا بالفعل، ونَمر ايضاً بمرحلة إسكات و تكميم الأصوات، كما حَصل قَبل ايام مع الزميل أحمد عبدالسادة.
الجَماهير و العَقل الجَمعي لا يرحم ابداً، يَجب أن نسعى لطريق الحقيقة و نبعثره بعاصفة من الكلمات، و نقَدس حريتنا كفرسان للقلم، لنترك اثراً فعلياً و حقيقياً، حتى لا تصحَب اسمائنا بعد زَمن بأستفاهم، ماذا تركوا من أثر ..
https://telegram.me/buratha