المقالات

القطيع وفكرة التطبيع

1126 2021-02-19

 

علي الصحاف ||

 

يعيش الفرد العراقي الغير ناضج سياسيا في هذه الاوقات، حالة من التشضي الفكري والعجز الادراكي، الذي يجعله يتصور ان خيار التطبيع مع اسرائيل، بمثابة الباب الذي سيفتح له مستقبلاً مشرقاً من الاعمار والرفاهية،

 كما هو الحال في الامارات والبحرين وبعض الدول الاخرى، التي تسعى للتطبيع مع الكيان الصهيوني،

 متناسين ان دول الخليج تلك، وصلت الى هذا الحال قبل التطبيع بعقود، بعد ان رهنت نفطها وكرامتها وسيادتها! وكل ما تملك للدول الاجنبية، فاصبحت كالمنزل المترهئ من الداخل، والمطلي والمزخرف من الخارج، لا يملك شعبها وامراءها حتى الهواء الذي يتنفسونه، كحال الدمى، يسيرها من صنعها والبسها الثياب الجميلة، فلا علاقة للتطبيع بذلك.

كما ان اسرائيل لم ولن تدفع مقابل التطبيع، بل على العكس ستُرغم وتبتز لاجل ذلك الهدف، الذي من شأنه محاصرة دول ( الهلال الشيعي)، التي تعتقد بزوال ذلك الكيان.

هذا بما يخص المستقبل القريب، اما المستقبل البعيد، فهي تفكر لابعد من هذا الهدف، فهي تعتقد بوجوب بناء دولة اسرائيل الكبرى، الممتدة من النيل الى الفرات على ركام بلاد بابل (كما ورد في كتابهم المقدس)،

" يا ابنة بابل المحتم خرابها ، طوبى لمن يُجازيك بما جازيتنا به ، طوبى لمن يُمسك صغارك ويلقي بهم إلى الصخر "،

(المزمور، ١٣٧ سفر المزامير) .

اي ان من شروط بناء هذه الدولة هو تدمير العراق، وهذا واجب عقائدي وشرعي على كل يهودي يعتقد باسرائيل،

ومن الناحية الاخرى، يزعم البعض ان التطبيع مع اسرائيل، سيكون بمثابة الحل النهائي، لما يعيشه العراق من صراعات وانقسامات، ليكون بذلك اعترافا صريحا، بان المتسبب بكل تلك الازمات، هو ذلك الكيان الصهيوني

وادواته، ومن يقف وراءه من امريكا ودول اوربا.

هذا القطيع المتبني لتلك الافكار، وبعد اعترافه الصريح بما ورد سابقا، يرفض رفضا قاطع فكرة اتهام اسرائيل وامريكا وادواتها، ويجابه من يقوم بذلك بالسخرية والتهكم، ويلقي باللوم على من يحاول التصدي لمشروع التطبيع، لانه بكل بساطة قطيع، لا يعرف سوى صوت الجرس، الذي يقرعه الراعي؛

اشارة للامر بالسير خلفه دون اي تفكير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك