المقالات

ضيفٌ ذو بَصيرة..

1095 2021-02-17

 

مازن البعيجي

 

جاءَ متأخراً على العزاءِ لعائِلةِ شهيدٍ عراقيٍ قد استُشهِدَ في أحدِ جبَهاتِ الصراعِ مع داعشِ المدعومةِ خليجياً ، وبالأخصِّ من السعوديةِ التّي تَتبنّى دعمَ داعشْ والنُّصرة والقاعدة في كلِّ مكانٍ ، ويستهدفُ ذلك الصراعَ الشيعةَ في كلِّ مكانْ!!!

وَصلَ هذا الضيفَ وقَدَّم واجبَ العزاءِ ، وباتَ ليلتَهُ معَ أَهلِ وعشيرةِ الشهيدِ يتكلَّمُ عنْ قيمةِ الشهيدِ ، وأيُّ فَضْلٍ لأُسرتهِ الصابرةُ المحتسِبةُ ، ثمَّ نامَ عندَهُم.

وفي الصباحِ كالعادةِ إكرامُ الضيفِ في الافطارِ الصباح ، وكانَ إخوةُ وأولادُ عُمومةِ الشهيدِ وأحدِ أبنائهِ حاضرٌ معَ الضيفِ ، ولكنْ تعجَّبَ الضيفُ عنْدَما وجَدَ مائدةَ ( الريوگ ) كُلَّها مُنتجاتٌ سعودية! من جبنةِ المراعي وإلى حليبِ المراعي وهكذا تعجَّبَ! وقال: إخوتي ! لحظة قبْلَ البَدْءِ بالأكلِ!

أينَ أستُشْهِدَ ولدكُم رحِمَهُ الله تَعالى؟!

قالوا : في جبهةِ المواجهة ،في المكانِ الكذائي!

 فقال: ومَنْ برأيكُمُ القاتِلْ؟!

قالوا: داعشْ

قال: طيِّبْ وداعشُ منْ خلْفَها؟!

قالوا: الخليجُ والسعودية!

لكنَّهُم أحَسّوا بالحرج لأنهم وعرَفوا مقْصدَ الشيخُ الأربعينيُّ الذي عابَ عليهِم تصرّفَهُم في دعْمِ المُنتَجاتِ السعوديةِ والتي هيَ بالأساسِ أموالٌنا التي ترسِلُها السعوديةُ الى داعشْ،بعدَ استهلاكِنا لمنتجاتِهم!!!

ولعلّ الأعمّ الأغلب من الناس غافلينَ عن هذه الحقيقة.

وواصلَ الشيخُ الضيف: هلْ يُعْقلُ أن أساعِدَ مَن قَتلَ وُلْدي وأبناءَ جِلْدَتي!؟

 هلْ تعلمونَ أنَّنا بِهذا الفعْلِ نَشْتَري أسلحةً لداعشَ لتَقْتُلَ أولادَنا

نعم!! تأكّدوا أن هذه هي الحقيقة! وهذا مُنتهى فَقْدُ البصيرةِ وعَدَمِ الوعي، وأنَّ الجهاتَ الحكوميةُ التي تسمحُ بدخولِ هذهِ المُنتجاتُ هيَ تُكَرِّمُ منْ يقْتُلُ أبنائُنا وتدْعمَهُم إقتصادياً حتى يُوغِلوا في قتلِنا .

حقًّا إنّها رزيةٌ أن يفقدَ الشعبُ البصيرةَ وتكونَ الحكومةُ قاتلةٌ بهذا التصرّف الناعم!

إنّ ما يَجري، هو جزءٌ كبير من مؤامرةٌ أكبر ، يُساهِمُ بها كلِّ تاجرٍ ومسؤولٍ ومُطَبَّعٍ معَ آلِ سعود بل كلُّ منْ يُسهِّلُ لهُمْ دخولَ واستهلاكِ بضائعَهُم،ومَن يُهَيّأ لهمُ الأجواءَ هو شريكٌ في دماءِ أبنائِنا من حيثُ لايشعرون!!!

ثمَّ نفَضَ يَدَهُ وقال : لا باركَ اللهُ بي إنْ أدخلتُ في جَوفي لُقمَةٍ من صُنعِ أعداءِ الإسلامِ المُحمَّديِّ الأصيل ، الحسينيُّ المقاوم،  ولا يمكنُ أن أشتركَ بقتلِ وُلَدِكُم أو أيُّ وَلدٍ من أبناءِ الشيعةِ في اليمنِ أو نيجيريا أو البحرين أو غيرِها ممَّنْ تستهدِفُهُم مملكةُ آلِ سعود الوهابيةُ القذرة!!!

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) الحشر ١٨

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك