المقالات

ننتظرُ شهيد ..

1004 2021-02-11

 

مازن البعيجي 

 

 

 

مع أوّلِ خيوطِ الفجْرِ من هذا الصباح، أبلغَني الأخوة في حركة النجباء ، عن وصولِ جثامين كوكبةً من الشهداء ، وعلينا الحضور لتشييعِها ، فذهبتُ باكرًا والشمسُ لم تلبس ضِيائها بعد ، كانَ موعِدنا عندَ المغتسل لحين وصولِ الموكب ، هناك : بينما انا في زاويةٍ أنتظر ، همستُ لنفسي: أنتِ الآن بانتظارِ شهيد لتوَدّعِيه! هل تعرفينَ معنى التشييع لمجموعةٍ من الشباب قد تركوا هذه الدنيا بقناعةٍ ورباطةِ جأش وتصميم؟هل علمتِ يانفس مَنِ الذي دفعهم لكي يتركوا الاهل والولد والحياة؟ إنًّهُا العقيدة، نعم! حينما تترسّخ تُثمِرُ عِشقًا ، والعِشقُ يُثمِرُ تضحيةً، وليسَ غيرُ الشهادةِ شرفٌ يُصدِّقُ ادّعاءَ العاشِق في محضرِ المعشوق!! 

لقد ساقتهُم نِياقُ القناعةِ وحبُّ الدفاعِ المقدّس عن الإسلام المحمديّ الأصيل الحسينيّ المقاوم، فَسارَعوا حيثُ احتضانُ المنيّةِ على أرضٍ تستحِّقُ منهم الدفاعَ والفداء، عن الوطن العقائديّ الكبير ، وعن أي حياضٍ مقدسٍ يَرونَ حفظَهُ بالمهجِ والأرواح .

 

انتظرُ شهيد ... وفي عمقِ جوانحي غِبطةً لهُ ، بل أحسُدهُ على نعمةِ جمالِ ختامِ حياتهِ!! مُباركٌ لكَ أيها الشهيد، أنكَ رحلتَ وخُتِمَ لك بمثلِ كرامةِ الشهادة، فهَلْ بعدَ هذا من مُنى وقد نِلتَ غايةَ المنى!!، 

أمّا مثلي، فقد بقيَ يَنتظرُ والقلقُ يأخذُ مأخذَه ، تُرى هل ستكوني يانفسُ يومًا في عِداد الفائزينَ بنيلِ هذا الوسام؟! وهلْ ستُكرَّمُ ياجسدي كما التكريمُ لمثلِ هؤلاء؟! وأيّ عملٍ ممكن أن اقدّمَهُ لأحضى بهذا الشرف  لأكونَ شهيد؟!

سأجيبُكِ يانفس: فَوالله لا شيء يَعدِلُ منزلةَ الشّهداء غيرَ العلماء وأنا لستُ منهم! 

 

ننتظر شهيد ...أمّا هو ، فقد بدأَ لهُ اليومَ ومن هذه اللحظات ، مشوارٌ جديد، رِفْقةٌ من نوعٍ آخر ، مع قومٍ آخرين ، لا يشبهوننا بشيء، لاظاهرًا ولاباطِن، فقد بدا لي كلُّ شيءٍ مختلف،

(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)السجدة ١٧

 

وفي لحظةٍ خُيِّلَ لي ،أنّ هناك مَن سيكونُ بانتظارهم ، ولعلّهم أمَراءُ الجنّة كما الحاج قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس!! فازدادتْ غِبطتي لهم وبكيت،، يالسعادتِكمْ أيّها الشهداء!! فجأةً ،انتبهتُ لنفسي وكأنّي في حُلُم والدموعُ تَغمُرُ عيناي، ياالهي ، فهل أجملُ مايُراودُ العشّاق غيرَ حُلمَ الشهادة !! 

سيّما من يَعرِفُ قيمةَ تلكَ النشأة الآخرة، والحياة الزاهرة، التي يخْلُدُ فيها عظماء النفوس ، وسادة الوجود ، وشهداء الحقّ ، أولئك الذينَ صَدَقوا وأخلَصُوا ، وأنجَزوا ماعليهم من تكْلِيف بخالصِ النوايا، ومحضِ الثبات ، فَخُتِمَ لهم بالشهادة، وخيرُ الختام ومِسْكهُ، "القتل في سبيلِ اللهِ تبارك وتعالى ،وهو غايةُ المنى. 

 

( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) الاحزاب ٢٣ .

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم).. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك