المقالات

ماذا يحدث في العراق ؟

1257 14:45:00 2008-03-28

( بقلم : د . خلود عدنان )

لاتقوم اي مؤسسة او قيادة او دولة تريد التحرك والبناء وانشاء قاعدة من اسباب النهوض الا على التفكير الصحيح والصائب من قبل اعضاء الحكم فيها او من يشاركهم في العملية السياسية من الذين لا يراهنون الا على العراق فقط ،وقد جاءت الاحداث الاخيرة لتهيأة الجو امام فكرة المواطنة والوطنية لمعرفة الذي يكون مع الوطن او ضده وهذا الامر لايتحقق بين يوم وليلة وامنيات بحمل الامور الى الظل وحلها بحلول سلمية كون هذه العملية لم تجد نفعا مع الخرجين عن القاون والتي سبق تجربتها اثبتت انها بحاجة الى اعادة نظر في العديد من فقراتها ، وهذا التعامل مع الاحداث يستوجب وجود العصا والجزرة معا كونهما الطريق السليم والحل الناجح في ضوء ما تمر به البلاد من احداث . فالقوة والحزم هما الصوت الذي يجب ان يعلو جميع الاصوات كون قادة البلاد جعلوا نصب اعينهم استقرار العراق وهدوئه وبالتالي اعادة اعماره وبنائه ليصل الى مكانته الحقيقية التي لايرغب بها الكثيرون ممن يحملون قميص عثمان في اكثر من مناسبة وتحينون الفرص لتلطيخه بدماء الابرياء ، وما يحدث في البصرة وبغداد من احداث جعلنا ندقق في جوهر القضية .

فلو قرانا مسار الاحداث قراءة منصفة لوجدنا ان هناك تعاملا معها ياتي بتوقيت ربما يقول البعض انه غير مسبق كون الحكومة لم تنو استثارة وكر الزنابير الساكن لأنها تعلم ان لديه لدغات سامة وهو القادر على تحريك المياه الراكدة في اي وقت لتوظيفها سياسيا، وهي لا ترحب بفكرة التعامل مع ابناءها بشدة وغلظه لانهم سيعودون الى طاعتهاوتنفيذ اوامرها ، او على الاقل لا يسببون لها مشاكل في الوقت الحاضر الذي تنوي فيه التفرغ الى حل مشاكل اخرى وسد الثغرات التي تتنفتق بين اونة واخرى في اوقات حرجة من عمرها القصير ،وان اي مظهر من المظاهر المسلحة سيسبب هلعا وخوفا في الشارع وينتج عنه عدة مواضيع متصله ومتشابكة تدخل في صميم حياة المواطن اليومية منها تعطيل الحياة وشلها وخسارة الارواح والاموال لا سيما ان التعامل والتداول والبيع والشراء سيصيبهما الضمور او يتوقفا نهائيا ناهيك عن عودة مسلسل القتل والتدمير التي اوشكت ان تغلق ملفه نهائيا تمهيدا لاستلام الملف الامني في بغداد والعراق ككل واستقراره استقرارا نهائيا وبالتالي دفع عجلة البناء الى الامام . ويمكن قراءة الوضع الجاري انه جاء وفق مخططات ستراتيجية تحاك في الخارج وتبدأ الدمى المتحركة في الداخل بتنفيذها وهي مدعومة ومدربة وقادرة على خلق بلبلة في كل مكان من العراق ،وهناك دول اقليمية وعربية تريد ان تهيئ زمن الانفجار من خلال قنابلها الموقوته في جيش المهدي وغيره من الفئات الضالة والنحرفة والخرجة عن القانون ولكنها اعتمدت على جيش المهدي كونه الاكثر بروزا في الساحة والتي ما ان تسحب عنه ( مسمار الامان ) حتى يبدأ بالانفجار ويقتل نفسه ومن حوله , وما يدعم هذا الراي هو مباركة قادة كتل مناوئين للحكومة كجبهة التوافق والقائمة العراقية للخروج المسلح في الشارع ومواجهة القوات العراقية كونها حكومة غير شرعية – عى حد تعبيره – رغم مشاركته فيها لاسيما انه اعلن في فترة قصيرة بعد سقوط النظام الدكتاتوري بفترة وجيزة عن تشكيل حكومة وعين لها وزراء ونواب ورئيس وزراء شبيهة بحكومة دولة العراق الاسلامية والتي حملت نفس المضمون مايوحي ان هناك تلازما وترابطا في اهداف الجهات الداعمة لهذه الحركات والتيارات ، ولا يخفى على المتابع حجم العلاقة الوطيدة بين مقتدى الصدر وحارث الضاري والذي نعته في احدى خطبه بالاخ المجاهد وابلغه انه على استعداد للقتال الى جانبه في الفلوجه رغم علمه المسبق ان المقاتلين هناك من الوهابية والذين يطلقون عليه وعلى الشيعة ( الروافض ) ولكن ولاقتضاء المصلحة عزز هذه العلاقة مما دفع بالضاري الى دعم مقتدى وجيش المهدي بالسلاح والاموال في معركة النجف والمعارك التي تلتها فضلا عن العلاقة بينه وبين عدنان الدليمي والتي مازالت طرية ومثمرة يؤيده فيها لأن الدليمي لم يشر اليه في ذروة الصراع الطائفي الذي استطاعت الاجندات الخارجية سحبه الى دائرته الملتهبة وانما كانت التصريحات تشير الى منظمة بدر وهو ماوجد ترحيبا وقبولا لديه لتبني مطالبه فيما بعد او تأييدها حتى لو كانت على حساب مذهبه او عراقيته ووطنيته، اضافة الى الخدمة الجليلة التي قدمها لهم عقائديا من خلال الاساءة المباشرة الى اسم الامام المهدي (عج) واستغلاله كعنوان للأرهاب والقتل ومحاولة خدش صورته النقية المرسومة في الاذهان ، فضلا عن تضامنه سياسيا مع جبهة التوافق في افشال عمل الحكومة بعد انسحاب وزراء التيار الصدري الذين رفضول العودة الى ممارسة اعمالهم او احلال بدلاء عنهم .ولسنا هنا بصدد الانتقاص الشخصي بقدر مايهمنا ان يعرف الشعب حجم المؤامرة التي تحاك ضده والتي يسير فيها البعض اعمى دون هداية ، وتجدر الاشارة الى ان عددا كبيرا من انصار السيد مقتدى ومؤيديه بدأوا بالتراجع عن مواقفهم حين وةجدوا انفسهم ضحية لخديعة كبرى ومؤامرة خطرة ونارا مشتعلة سيكونون حطبا لها في المستقبل ، ولذلك فأن الرؤية الحية للاحداث تسحبنا الى ضرورة تبني فكرة الضرب وبقوة على كل من يريد اثارة النعرات وشق الصف مهما كان حجمه وعنوانه - وان كانت هذه الخطوة متاخرة بعض الشيء - ولكنها يجب ان تكون قوية وحاسمة ومميتة وان تحكم طوقها حول عناصر تلك المجاميع الشاذة واجبارها على الرضوخ امام سلطة الحق لأنها السلطة التي يجب ان تسود ويتعلم الجميع ابجديتها حتى يتقنوا لغة الخطاب السليم بالمحبة والأخاء ، وهذه الخطوة التي بدأت بالفعل وجدت ترحيبا شعبيا كبيرا وهب الجميع الى مساندتها ودعمها ، والمعركة التي اعلن عنها يجب ان تاخذ بالحسبان الوسائل الخبيثة والقذرة لتلك الجماعات من خلال استخدام بيوت المواطنين والتخندق خلفها وجر الابرياء الى التعاون معهم بقوة السلاح من خلال اعلان العصيان المدني حتى لايؤخذ الابرياء بجريرة المفسدين ، لأنهم معروفون وقد اعلنوا صراحة انهم سيقاتلون الجيش العراقي لتبدأ صناعة الموت في تنظيم القاعدة بحلة اخرى بديلة تحمل اسم جيش المهدي وتطبق مفاهيمها واتخاذ القوات العراقية هدفا لهجماتها بعد ان تخلت عن فكرة قتال القوات الاميريكية ومقاتلة التروس المتدرعة بها والبدء بصراع داخلي لاييعرف متى ينتهي مع ابناء الجلدة الواحدة .

اعتقد ان الذين يتسترون خلف الاقنعة بكل عناوينها السياسية والدينية لايملكون شجاعة المواجهة واغصان الزيتون التي قدموها للشعب كانت ملطخة بدماء الاطفال والنساء والشيوخ وان القوة العسكرية قادرة على سحقهم مع اقتراب العد التنازلي لنهايتهم المحتومة كما حدث لأقرانهم في الفلوجة والرمادي ، ولابد ان تختم فصول هذا العذاب بالشمع الاحمر ، ولابد ان يقدم الفاعلون والمحرضون الى محكمة العدل ليقتص الشعب منهم ، فهم يريدون جر البلاد الى الهاوية واعادة حكم البعث الكتاتوري الذي ينتمي له اغلب قيادات التيار الصدري واعضاء جيش المهدي ،في معركة الحسم وصولة الفرسان ،.ومن الان يجب ان يسود العدل ويعلو صوت الحق ولامجال في العراق لأي خارج عن القانون مهما كان انتماءه وعقيدته لأن العراق للجميع دون استثناء ويجب ان يعيش الجميع فيه بأمن واستقرار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك