المقالات

أمةُ الحَشْد وسلاحُ التظاهُر السلمي..!

1055 2021-02-05

 

مازن البعيجي ||

 

اتخطَّر ما قالَهُ الشاعرُ الشهيد رحيم المالكي في وقتٍ كنّا نَهُبُّ جميعًا على الزعيق بقلبٍ واحد وأجسادٍ وفئآت مختلفة ، حتى صرنا ننام على الزعيق متفرقين! قال الشاعر الشعبي:

(ما يرهملها خياط.. مسمومة الجروح

  جتك مثل طوفان يلحگها يا نوح)!

إنّهُ واقع الحال الذي نعيشهُ اليوم وسط طعنات وخيانات ، وفسادُ مؤسسات ، مع تنازلِ الكثير من بني الجلدة المنهومين بقشور الدنيا ، المتسابقين على سرابها!! وبعد فقدان المصداقية واليأس من إثبات الثقة بالمؤسسات الفاعلة في البلد والتي يلي أمرها اصحاب قرارات مصير الأمة ، فقد أصبح تدخّل السفارة أمرًا مألوفًا لتجعل من قرارات الحكومة خاضعة لأرادة الأجنبي ولأجل مصلحته ، وكما يبدو أنَّ من المصلحة أن لا تكون هناك قوّةُ مواجهة خارج مزاج السفارة، في الوقت الذي لم يَعُد خافيًا على ذي خبرة ،أنّ ما يجري في العراق إنما بسبب العملاء وفساد السياسيين الذين لم يتَّقوُا الله في شعبهم ولم يَرعَوا له حرمة!

ومن هذا المنطلق، تفرّدت الحكومة بقراراتٍ كارثية أثارت الجدل في الأوساط الشعبية، سواء على المستوى الأمني الذي أدى إلى نقلِ وتغيير مواقع ، وإقصاء قيادات لها الخبرة في محاربة داعش وكشف مخطّطاتها ، مما يؤكد التمهيد  للعودة لهذا التنظيم الإجرامي -داعش- البغيض .حتى صرنا نرى العودة للتفجيرات والأعتداء على قطعات الحشد الشعبي في عدة قواطع مع سقوط عدد من الشهداء في معارك متعددة! أما القرارات

على المستوى الأقتصادي الذي يكشف مخطّطا يستهدف إفقار أبناء البلد كما كان من بيع الكهرباء لصالح المستثمرين مما يهدّد مشروع الطاقة وإرباك الحياة ليخلق بيئة شعبية لاهمَّ لها سوى إيجاد البدائل والبحث عن الراحة ليكون بعد ذلك بعيدًا عن ما يخطّط له الأستكبار والسفارة بتنفيذ من الحكومة بكل جسارة وجدارة!!!

وهذا في الواقع، يستدعي الجهات  الأمنية بما تبقى من أمانة وإخلاص لدى البعض، بدعم أمة الحشد بتنظيم حالها سلميا ، والوقوف معها بجماهيرها المخلصة ومواجهة ما تقوم به الحكومة من تخبٍط مقصود،  الهدف منه ضياع جهود وتضحيات الحشد ، إضافة الى إضعاف قدراته العسكرية فضلا عن استهداف حلّهِ ومن ثم تسليم البلد عبر مخططات ستنتهي بعودة مثل داعش وبقاء الأمريكان رغمًا على الجميع!

وكما يبدو : إذا استمرت الحكومة في تجاهل حريّة الشعب ومصادرة قراراته ، فقد يقود ذلك في نهاية المطاف الى تحقيق مآرب الشيطان الأكبر وعملاء الداخل في تسريح الحشد الشعبي والذي هو في الواقع صمام أمان والجبهة الوحيدة التي تحرص على البلد والشعب ، فعندما لم يجد الحشد من يقف معه بوجه قرارات الحكومة الخطيرة ، وليس هناك من يتصدى لها، فالمستقبل إذن خطير ولم يُنبِئ بخير ، وعليه:

لابد من تحشيد قوى شعبية من شأنها الضغط على الحكومة ولو بنحو التأكيد على وجود الثقل الذي لم ولن يتنازل عنه الشعب وهو (الحشد الشعبي) ولابد من إلتفاف  جماهيري واسع حوله بتنظيم تظاهرات إحتجاجية سلمية تمنع مثل هذه القرارات الحكومية غير المدروسة فضلا عن كونها مجحفة ، ضمن حرب اقتصادية أقل مااستهدفت استقطاع رواتب شريحة الفقراء من المتقاعدين وهذا اقلّ إجراء يستهتر بحقوق الناس  وسوف تكون نتائجها كارثية مستقبلًا إن لم تجد من يقف لها بحزم!!!

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴾ [النساء: 168].

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك