المقالات

الحشد الشعبي..بين حقد الاعداء وخذلان الاصدقاء

1429 2021-02-03

 

حافظ آل بشارة ||

 

اصبح الحشد الشعبي المصد المتقدم الذي يواجه هجمات الاعداء ويسقطها ، يقدم الشهداء والجرحى ولا يدركه تعب ولا جزع ، لأنه خلاصة تأريخ من الصراع بين ارادة الحياة والحرية مقابل ارادة الشر والعدوان ، الحشد صنعته العقيدة الصالحة وليس اعتبارات الصراع السياسي ، صنعته العقيدة التي كتب لها الخلود لأنها تخضبت بدماء مقدسة دماء الأئمة الابرار وذراريهم وانصارهم عبر التأريخ ، عقيدة الاسلام تترسخ كلما بذلت لأجلها الدماء فالاستشهاد قرين العقيدة الحقة ، اما العقائد الباطلة فلا تزيدها كثرة الدماء الا سقوطا وزهوقا ، العقيدة الحقة ملهمة للاجيال من الاخيار اما العقيدة الباطلة فهي ملهمة للاشرار وشذاذ الآفاق ، لذا كانت عقيدة الحشد الشعبي وحواضنه هي عقيدة التشيع والجهاد والاصلاح والانتظار المهدوي ، وكانت عقيدة اعداءهم هي عقيدة الطلقاء والطواغيت ونهج التكفير وفتاوى الابادة .

الهجمات الداعشية التي يتعرض لها الحشد الشعبي دون غيره من مكونات القوات المسلحة رسالة واضحة تقول ان الحشد هو العدو الاوحد وهو المستهدف ، وفي مواقع ديالى وغيرها يرابط الحشد الشعبي في مواضع تفتقر الى التحصينات ، ويفتقر في دفاعاته الى الاسناد الجوي والبري ، ولا يملك العجلات اللازمة بمواصفاتها الدفاعية ، ولا الاسلحة التي ترقى الى مستوى التهديد ، لذا فعندما تكون مواقع الحشد اهدافا واهنة امام هجمات العصابات الداعشية فمن المتوقع ان يقع بين مقاتليه المزيد من الشهداء والجرحى .

يجب على القيادة العامة اعادة النظر بخططها الدفاعية والهجومية ، وتجديد سياقات العمل بالشكل الذي ينسجم مع التحول في تحركات عصابات داعش واساليبها الجديدة ، وتطوير التسليح والاستمكان الالكتروني والاستخبارات ذات الحضور الميداني ، والاستفادة من تعاون الاهالي الشرفاء في المناطق المحررة الذين يقدمون معلومات متواصلة عن العدو ، وتطوير الاسناد الجوي ، فحين يغير العدو خططه فيجب على المقابل ان يستحدث خططا قادرة على احتواء العدو وافشال هجماته ، ثم الانتقال من الدفاع الى الهجوم ، يجب ان تكون هناك تدابير فعالة لتحييد الخلايا النائمة والحواضن والتعامل معها بحزم ، يجب استحداث صيغ اكثر تأثيرا في ردع عصابات داعش وتحركاته.

ليس من مصلحة العراق ولا من مصلحة النظام السياسي القائم اضعاف الحشد الشعبي ، واذا كان هناك من يخاف اميركا ويريد تنفيذ رغبتها في اضعاف الحشد او حله فهذا يعني انهم يحولون انفسهم الى جنود للاحتلال ، وانهم يقابلون اهل الايمان والايثار بالخذلان والخيانة ، وهنا لن يتراجع الشرفاء  عن اعلان انفسهم حركة مقاومة لتحرير العراق من الاحتلال واذرعه ، عند ذلك تكون الامور قد وصلت الى طريق اللاعودة ، لذا ينبغي التعامل مع الحشد على قدم المساواة مع بقية مكونات القوات المسلحة ، ومنحه وسائل الدفاع الفعالة ووسائل الهجوم وتهيئته كقوة نخبة متكاملة بكل مستلزماتها الحربية .

 

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك