المقالات

اسوة بالحسين (ع) المرجعية ترفض مناظرات المستقلة

1856 16:54:00 2008-03-27

بقلم : سامي جواد كاظم

المناظرة هذه الكلمة التي كثيرا ما تتردد الى مسامعنا وخصوصا بين السنة والشيعة والتي بفضل الوضع السياسي المضطرب والسيء كثر استخدام هذه المفردة بين السياسيين والكتاب الذين يختلفون على فكرة سياسية او حدث معين . دائما ما اسمع لماذا المرجعية وتحديدا السيد السيستاني لا يناظر او يرد على المتخرصيين والافاكين والذين ينالون من المذهب ؟ فندافع نحن عن المرجعية والحقيقة يكون الدفاع عنهم بشكل علمي واستنتاجي من خلال ما نرتأيه صحيح في الدفاع عنهم هذا اولا وثانيا هنالك نوعان من المناظرات ايجابي وسلبي واذا ما حدثت مناظرة ما نخضعها لرواية الامام الحسين (ع) في تشخيص المناظرة السلبية التي شخص الحسين (ع) صفاتها واما التي تخلو من هذه الصفات تكون ايجابية فما هي الرواية ؟ الرواية تقول ( روي ان رجلا قال للحسين عليه السلام اجلس حتى نتناظر في الدين فقال : يا هذا انا بصير بديني مكشوف على هداي فان كنت جاهلا بدينك فاذهب واطلبه ما لي وللمماراة ؟ وان الشيطان ليوسوس للرجل ويناجيه ويقول : ناظر الناس في الدين كي لا يظنوا بك العجز والجهل ثو المراء لا يخلو من اربعة اوجه :اما ان تتمارى انت وصاحبك فيما تعلمان فقد تركتما بذلك النصيحة وطلبتما الفضيحة واضعتما ذلك العلم او تجهلانه فاظهرتما جهلا وتخاصمتما جهلا او تعلمه انت فظلمت صاحبك بطلبك عثرته او يعلمه صاحبك فتركت حرمته ولم تنزله منزلته وهذا كله محال فمن انصف وقبل الحق وترك المماراة فقد اوثق ايمانه واحسن صحبة دينه وصان عقله ).

التعقيب والابعاد هنا لا اريد ان اقول بان الامام الحسين (ع) وبقية المعصومين تكون لديهم ملكة من الله عز وجل في معرفة كوامن نفوس المتكلم معهم فكثيرا تاتي الاجابة منهم غيبية بفضل الله عز وجل وكان شان الذي طلب المناظرة من الامام الحسين (ع) ان يعرف الامام الحسين (ع) الى ما يبغي هذا الجاهل وفي نفس الوقت اوضح الامام (ع) الصفة السلبية التي قد يتصف بها من يعتقد انه عالم فيطلب من العلماء ان يناظروه وهذا الامر حصل في تاريخ المرجعية مؤخرا ، فهنالك الكثير من ادعى الاجتهاد والمناظرة وبمجرد طلبه المناظرة يكون قد خدش الوعاء الخلقي للذي يروم الاجتهاد فلا يكون اهل لذلك .

 مثل الامام الحسين (ع) عندما يعلم مقاصد طالب المناظرة كما وان له الثقة المطلقة بما علمه الله عز وجل من علوم جعلته حجة الله على الارض فكلمة انا بصير التي قالها الامام (ع) لها ابعاد تفسيرية جمة توضح ما هو عليه من علوم وهذه العلوم يجب ان يرافقها الهداية الى ما يامرنا الله عز وجل ان نهتدي اليه وهي الاصول الخمسة وفروعها ، فلو كان قصد المناظر الاستفهام والتعلم لما نهاه الامام (ع) عن المناظرة بل لاستجاب الى امره ولكن طالما العكس فسماها الامام (ع) المماراة.

والمعلوم لدى الائمة المعصومين (ع) ان قولهم وفعلهم حجة هذا من جانب ومن جانب اخر اذا ما صار حدث معين يكون المعصوم طرف فيه فانه بعد توضيح الراي الشرعي لهذا الحدث يقوم بشرح وتوضيح متعلقات هذا الحدث التي قد تحصل في المستقبل مضيفا اليها النصائح الالهية الحقة التي يجب الالتزام بها حتى نتجنب مكاره وحرمات الله عز وجل وهذا ما حدث في هذه الرواية فبعد ان رفض الامام الحسين (ع) المناظرة ووصفها بالمماراة وهذا دين وديدن الجهلة الذين يطلبون المناظرة ،ففي كتاب وصايا الرسول لزوج البتول جاء فيه (يا علي : من تعلم علما ليماري به السفهاء او يجادل به العلماء او ليدعو الناس الى نفسه فهو من اهل النار ــ وصايا الرسول لزوج البتول ص61 ) ، فكلمة مماراة جاءت طبق الاصل مع حديث الرسول (ص) . ثم عرج عليه السلام على الاحتمالات الوصفية لاخلاق وعلوم المتناظرين فذَكَرَ الاحتمالات والوجوه التي تجعل المناظرة سلبية وليست ايجابية والتي دائما ما يتصف بها المتناظرين في قناة المستقلة حتى المناظرين الامامية فان المشاركة في مثل هكذا برنامج يعد دعاية للطرف الاخر بالرغم من حسن النية التي يتمتع بها المناظر الامامي بحجة نصرة مذهب اهل البيت (ع) . فلو كان الطرفان المتناظران على مستوى عال من العلمية اذا ما فائدة المناظرة ؟

ولو كان احدهم افضل من الاخر فهذا يبغي عثرة الاخر واذا كان الطرفان جاهلين اذا اضافا غباء الى غبائهما ، واذا كان طالب المناظرة اقل علما من الاخر يكون كمن يريد انتهاك حرمة الاعلم منه وهذا كله يقود الى المماراة التي تؤدي الى جهنم كما جاء في وصية رسول الله (ص) الى الامام علي (ع) . هذه المعايير الاربعة ينظر اليها السيد السيستاني وعلى ضوءها ينأى بنفسه على الرد والمناظرة على اقل تقدير بشكل علني اما توضيح الاستفهامات ورد الشبهات فانه خصص لذلك مركز تخصصي يقوم على اثرها بالرد والتوضيح ..ولعلنا نقرأ الكثير من المناظرات التي تجري بين مستبصر وجهات اخرى التي كان ينتمي اليها سابقا وهذه المناظرات ليست بمماراة لان غاية الطرفين شرعية فالطرف الاول يحاول كسب الثاني لجنبه واقناعه بالتخلي عن ما يعتقده والطرف الاخر يحاول اقناع المستبصر بالعدول عما آل اليه فكره .واما النقاش على امر مختلف عليه فهذا ومع حسن النية والتخلي عن حب الغلبة تكون المحاورة ذات فائدة اكثر مما هي سلبية ولكن اذا ما تجاوز احد منهم الحدود تكون المناظرة قد تجاوزت الخط الاحمرودخلت الى الشد العصبي وقد يسفه احدهم الاخر فتكون وجه سلبي اخر من وجوه المماراة . اما ياتي شخص ويتصدى للمرجعية او الاجتهاد ويطالب بالمناظرة حتى يثبت انه الاعلم فهذه المماراة والحماقة بعينها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك