المقالات

أينَ ماحلَّتْ "وِلايَة الفقيه" حلَّ النصر"

1271 2021-01-30

 

مازن البعيجي ||

 

لك أن تجوب كل الجبهات التي لعروق وشرايين عشّاق ولاية الفقيه وطاعة المرجعية لها بصمة وأثر . المرجعية والقيادة الإلهية التي هي النيابةَ العامة لوليّ العصر "أرواحنا لتراب مقدمه الفداء" ، وهناك وبعد التأمّل ستعرف أيُّ عاملٍ مهم تلك "الولاية" التي أختلَفتْ ثقافتها عن الثقافات الاخرى وهي التي تمنح المجاهدين ومن دار في فَلَكِ قناعَتها قوة منبثقة من عمق ما تحمِلُهُ من إيمان حقيقي لايخرج من حيث التطبيق عن حدود الشرع المقدس ،إنما يخلُقُ قلوبًا والهةً توّاقةً للعطاء ، وأرواح عاشقةً متفانية ، تملك القدرة العملية على التضحية في سبيل الله تعالى ، تلك القدرة الفاعلة من حيث العمق والبصيرة ، إنها السمات التي هي حصيلة ثقافة ولاية الفقيه، إضافة إلى التجسيد الواضح لهذه النظرية وإخراجها الى الحيّز العملي ، ولعلّ أبرز ثمارها ، هي إقامة حكومة إسلامية تناغم المفاهيم الأصيلة للحرية وتحقيق الكرامة والعزة ، المنبثقة من نهج آل محمد "عليهم السلام" 

ومن هنا صار المراقب الحاذق، المتَتَبّع للاحداث ، تراه يفهم تلك النظرية التي تخلُق مقاتلًا ومجاهدًا ومقاومٌ صلْبٌ شرس يدفع الرُّشا لأجل الموت في سبيل الله تعالى، وعلى ضوء هذا: نجد أن هناك من يرى هذه النظرية تشكّلُ خطرا على مستوى الصراع والمواجهة، ومنهم من يراها بشقّها الإيجابي حيث أنها اي - ولاية الفقيه - تعني التصدي لشؤون المسلمين في الحرب والسلم وتنظيم الشؤون السياسية والإدارية ، وهي من ضرورات الحياة على جميع الصعد.

ومن منطلق هذه النظرية التي اساسها المنهج الإسلامي المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم او قلْ، الإسلام القرآني الحقيقي! ومنه انبثق محور المقاومة عبر المنهج الخُميني العظيم ، الذي هو المصدر الأكثر ثراءًا لمعرفة حقيقة الجهاد وتربية المجاهد على المستوى الفكري والثقافي والعقائدي والروحي والتضحوي ،مما سبّب هذا المحور قلقًا وخشية وهلعًا لكل المستكبرين والفاسدين والعملاء في كل البقاع ، باعتبار أنّ محور المقاومة طرف اساسي في الصراع مع الأستكبار العالمي وأدواته!!!

انتصارات في اليمن ومثلها في سوريا ، وتقدّمٌ عسكري في العراق وفلسطين ، وتمدّد في نيجيريا وافغانستان والباكستان ودول تلتحق بالمحور لذات الهدف الذي تتبنّاه- نظرية ولاية الفقيه - ولعل أبرز مااثمرت ولاية الفقيه على مستوى المقاومة محور حزب الله اللبناني ، ببركة قائدها وقاعدته المخلصة ، وذلك الوعي والبصيرة التي خلقت فصيل استطاع قطع أذرع جيوش تُحسَبُ اليوم من الجيوش الأولى في العالم! ومثله أيضا، أنموذج الحشد الشعبي ، الذي دحَرَ بتضحياته تنظيم داعش الإرهابي وأفشل مخططات أمريكا وأسرائيل والصهيووهابية، بطاقاتٍ شبابية، وبسالةِ صبية في عمر الورود ، وإقدامِ كهولٍ شِيَبة ، وقد  زيّنَت قلوبهم عقيدة الولاية لمحمد وآل محمد "عليهم السلام" والتمسك بتوجيهات المرجعية وطاعة القادة الولائيين في كرنفال ملائكيّ وهم يتسابقون نحو الجبهات والأمل يحدو بهم لنيل شرف الشهادة والألتحاق بالركب الحسيني ،معسكر العقيدة والفداء ، وهكذا شهِدَ العالم وسجّلَ التاريخ مساحات اخرى كثيرة في بقاع الارض لمحاور المقاومة التي اتخذت من ولاية الفقيه قبلة لها تستقي التوجيه لضبط بوصلة المواجهة لضمان النصر والغلبة على اعداء الله والإنسانية، حتى عرف العالم أنها الأمل والسند وهي الوعد الصادق لإحباط كل المخططات المحاكة لإبادة الشعوب المستضعفة ، ومما لاشك فيه، ان من يفقه معنى زمن الانتظار للمخلّص الموعود ، قطعًا سيعرف مسارح التمهيد ، ولعل ابرز محور للتمهيد لوليّ العصر ارواحنا لتراب مقدمه الفداء هي دولة الفقيه دولة إيران الإسلامية ومن يدور في فلكها، والعاقبة للمتقين .

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) البقرة ٢١٨ .

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك