المقالات

حكومة تعشق الشعب حد التجويع..!

1517 2021-01-20

 

قيس النجم ||

 

دراما السياسة في العراق، تجيد التمثيل على مسرح الحياة، وهي أكثر براعة من أي إنسان أخر، فلا تترك حقلاً يانعاً، إلا ولوثته يداها القذرتين، وحولته الى ارض قاحلة، لا ينبت بها زرعٌ، او يعيش فيها كائن حي، حتى أمسى وطناً يسكنه القلق، وحصاده الدموع، وحلماً يحاول الطارئون تحقيقه، بعملة قديمة لا يتعامل بها أحد بعد الآن، فقد كره العالم الذباب والعسل في وقت واحد، لأن متعة قتل الإنسان وتجويعه وتهجيره، أصبحت الغاية التي تعيش من أجلها الحكومات.

بعض الساسة مع كل أسف يملكون، العادات السبع لأكثر الناس غدراً وبغضاً: الخوف من التغيير، والتشكيك بالنوايا، والطمع والحسد والغيرة، والطائفية وإثارة الفوضى.

إن وضع هؤلاء الفاشلين الفاسدين من الساسة، يذكرني بلينوس كراسوس الذي يمتلك عدة عربات لسقاية سكان الأحياء الفقيرة في روما، رجل كان الجميع يهرع اليه في حال العطش، أو في حالة حدوث الحرائق، ليساعدهم في إطفائها، ولكنه كان يشترط شراء المنازل المحترقة بثمن بخس، قبل الشروع بالإطفاء، وبهذه الطريقة الإنتهازية إستولى على عشرات المنازل، وصار عنده فرقة لإطفاء الحرائق مكونة من (500) رجل بكامل تجهيزاتهم، وبهذه الطريقة حكومتنا أستغلت التقشف في الميزانية، من خلال الاسراف على الرئاسات الثلاثة، متناسية بان الشعب يعاني الامرين، غلاء بالمعيشة وقلة السيولة!

الحقوق والمطالب المشروعة للشعب، تعتبر مأوى آمن للكرامة لا حدود له، وأن المبادئ تحتاج الى التضحيات لتسمو في قلوب المحرومين، الذين يتمنون مستقبلاً زاهراً لأجيالهم القادمة، في زمن لا يختلف فيه صناع الموت وتجار الحروب، عن الحكام المستبيحين لدماء الأبرياء، وفاقدي الضمير برغباتهم الشيطانية، في السيطرة والإستحواذ على كل شيء، والتحكم بمصيرنا كيفما شاءوا، لذا أوقفوا طغيانكم، وأمنحونا حقوقنا، نريد أن نبني الوطن! 

يا مَنْ تسلطتم على رقاب الناس، كونوا على يقين بأن الجثث ستنهض من سباتها الثوري، فتصدع الحناجر بما تؤمر وتعرض عن الجاهلين، ويكف المستبدون عن سلب الحياة من ساكنيها، فالأحرار ينتزعون حقوقهم، رغم الطريق المحفوف بالمخاطر والمصاعب، والعقل المملوك لغير صاحبه، جمود لا ينفع المستقبل، ولا يصنع التغيير، فللحرية ثمن.

ختاماً : عندما تعشق الحكومة شعبها الى حد التجويع، ستجد ما لا يخطر ببالها، فــــأبناء الرافدين لا ينامون على الضيم، أنهم صابرون محتسبون لفترة، ولكنهم مؤمنون بان قطع الاعناق ولا قطع الارزاق، فكونوا على حذر أيها الفاسدون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك