المقالات

حقائق الصراع الأمريكي الإيراني..!


 

الشيخ عبدالرضا البهادلي ||

 

الصراع الأمريكي الإيراني في المنطقة كذبة أطلقه الإعلام المعادي لإيران ، وعلى نخب الأمة بيان الحقيقة حتى لا يقع المجتمع فريسة لهذا الإعلام الكاذب...

من أجل توضيح هذه الحقيقة نحتاج إلى عدة نقاط ومقدمات حتى تتضح الحقيقة والصورة .

▪️اولا: علينا معرفة هذه الثورة وقادتها.

يمكن أن يقال كقضية تاريخية انه لم تحدث ثورة قادها عالم فقيه سواء سني ام شيعي وانتصرت وقادت المجتمع في العالم الإسلامي منذ ثورة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء،فالحكومة الوحيدة هي حكومة الإمام الخميني وجاءت ضمن نظرية ولاية الفقيه والتي لم يعرف المسلمون من قبل هذه النظرية. ويمكن أن نستأنس بهذه الرواية التي وردت عن أهل البيت عليهم السلام تذكر وتبشر بهذا القيام....

عن الإمام الكاظم (عليه السلام): رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحق، يجتمع معه قوم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف، ولا يملون من الحرب، ولا يجبنون، وعلى الله يتوكلون، والعاقبة للمتقين....

▪️ثانيا. معرفة مشروع وأهداف الثورة الاسلامية :

الثورة الإسلامية في إيران لم تكن ثورة محلية ولا قومية ولا فارسية ولا إعادة أمجاد كما يروج ذلك الإعلام العربي، وإنما كانت ثورة من أجل الدين وارجاع الناس إلى الله تعالى، فكانت هذه الثورة مشروع للحفاظ على الدين الإسلامي في قبال المشروع الذي يسعى من أجل طمس الدين وجعل الدين مجرد اسم يحمله المسلم في حياته ، وذلك من خلال الحكام العملاء الذين ارتضوا أن يكونوا خداما وعبيدا لأمريكا والغرب، وهذا لا يحتاج إلى عناء كيف نفهم هذه الحقيقة في الواقع العربي والإسلامي فحكام العرب عملوا في ذلك بأفضل ما يكون من خلال برامجهم ومشاريعهم في الواقع .....

▪️ثالثا. معرفة أمريكا والغرب وإسرائيل ومشروعهم.

مشروع أمريكا والغرب هو الهيمنة والسيطرة على العالم العربي والإسلامي وجعل هذا العالم تابعا في سياسته واقتصاده وقيمه ومبادئه وأخلاقه للغرب، والغرب وأمريكا بعد نهاية الاستعمار للدول العربية والإسلامية واحتلالها أدركوا أن بقائهم في الدول العربية والإسلامية قد يكلفهم الكثير من الأموال والخسائر لذلك عمدوا إلى صفحة أخرى من صفحات الهيمنة على العالم العربي والإسلامي وهو وجود قادة وملوك وأمراء عملاء لهم في المنطقة يمكن أن يحققوا لهم أهدافهم ومشروعهم بأقل التكاليف ، وهذا ما حصل فعلا فحكام العرب والمسلمين الأعم الأغلب منهم إنما أدوات غربية أمريكية...

▪️رابعا . ماذا فعلت أمريكا والغرب بعد انتصار الثورة.

أمريكا وإسرائيل والغرب لم تقف مكتوفة الأيدي اتجاه إيران وهي التي تدرك مشروع ايران. بل تدرك أن هذه الثورة غايتها القضاء على أمريكا وإسرائيل والغرب في المنطقة العربية والإسلامية. لذلك حركت أدواتها واستخدمت كل ما تستطيع من أجل القضاء عليها. ومنها...

١. الحروب العسكرية. من خلال الحرب الظالمة على ايران وقد تسابق الشرق والغرب من أجل دعم صدام في هذه الحرب....

٢. الحروب الإعلامية. وذلك من خلال تشويه صورة الثورة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي...

٣. الحرب الاقتصادية. وذلك من خلال محاصرة إيران اقتصاديا حتى يمكن دفع الناس للثورة ضد النظام في الداخل...

٤. دعم حركات التمرد في الداخل. وهذا ما نراه من دعم منافقي خلق وغيرهم في الداخل الإيراني وإيجاد الفوضى.

٥َ. الحرب الثقافية، وهو العمل بشكل مستمر على الداخل الإيراني والمجتمع لإيجاد الهوة بين الثورة ومشروعها وبين المجتمع الإيراني ...

▪️خامسا . إيران حجة على العالم

الخسران من يقف بالضد من إيران الإسلام، أو يقف على الحياد من هذه الثورة أو يقف مشككا سواء كان هذا الإنسان شيعيا ام سنيا، عالما كان أم جاهلا، فقم وإيران حجة على العالم وهذا صريح روايات أهل البيت عليهم السلام في آخر الزمان ومنها هذه الرواية :

((وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق، وذلك في زمان غيبة قائمنا (عليه السلام) إلى ظهوره، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها....))

▪️سادسا . الثورة باقية وتتمدد.

بالرغم من كل الأخطار والصعوبات والظروف والحروب التي تشن على هذه الثورة للقضاء عليها فهي باقية وتتمدد وكل الذين يحاربونها سوف تكون عاقبتهم الخسارة بل كل أزمة تمر بها سوف تعطيها القوة أكثر مما سبق.... والنتيجة أن هذه الثورة محفوظة بحفظ الله ورعايته حتى تسليم الراية إلى ولي الله صاحب العصر والزمان عليه السلام...

عن الإمام الباقر (عليه السلام): كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم، فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه، حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء، أما إني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر.

▪️سابعا . مسؤولية النخب العربية والإسلامية تجاه إيران.

على كل النخب العربية والإسلامية سواء كانوا علماء دين ام اكاديميين ام كتابا ام صحفيين أن يقفوا مع هذه الثورة ونصرتها بكل ما يستطيعون سواء بأنفسهم وأموالهم واقلامهم وفكرهم، وتنبيه المجتمع كي لا يقع فريسة الإعلام والحرب الناعمة ، كما نرى اليوم من تحويل إيران إلى عدو وتحويل إسرائيل إلى صديق، فالوقوف مع إيران وقوف مع رسالة الدين والنبي الخاتم صلى الله عليه وآله، والوقوف على الحياد لا يختلف بالوقوف ضدها . وانها خسارة الدنيا والآخرة.

▪️ثامنا. وفي الاخير اقول كلمة لعل بعض الناس يستيقظ وينتبه ويرجع إلى الله تعالى؟ لو كانت إيران تعترف وتصالح إسرائيل ولا تدعو إلى زوالها ،وكذلك لو كانت إيران لا تدعم كل حركات التحرر في العالم والذين يقاومون الاستكبار. فإن أمريكا والغرب سوف يجعلون إيران تقود الشرق الأوسط. كما كانت في زمن الشاه الذي كان عميلا للغرب وأمريكا، وقد كان العرب يقبلون يده من أجل رضاه.....

🔹وبعد هذه المقدمات يتضح أن الإعلام المنافق والفاسد قد روج كذبة أن الصراع إيراني أمريكي، من أجل أن يجعل الأمة تبتعد عن إيران الإسلام ولا تقف معها في صراعها مع أمريكا والغرب وإسرائيل وعملائهم في المنطقة

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك