سامي التميمي ||
في أواخر التسعينيات كان هناك موقف علق في بالي ولن أنساه وكل ما أتذكره أضحك وأحزن على التعاطي مع القانون في مجتمعاتنا العربية لابد من ذكره لنأخذ منه عبرة كأفراد ومؤسسات دولة .
كانت ومازالت هذه العادة السيئة للأسف في مجتمعاتنا العربية والمسلمة والتي ندعي جميعا بأن ( مجتمعاتنا محافظة) وننتمي في عاداتنا وتقاليدنا لنظم وقوانين عشائرية ودينية .
في أحد الصباحات وأنا ذاهب للعمل وفي مجمع كبير لوقوف السيارات ( كراجات ) باب المعظم والذي كان يضم مواقف للباصات الحكومية والخاصة وسيارات الأجرة ( التكسي ) من حوله ومجموعة من الجامعات والكليات والدوائر والمؤسسات والسكن والمحلات التجارية .
والتي غالبا ً ماتكون مكتظة بحركة السير والناس .
كان هناك ضابط برتبة صغيرة في الجيش العراقي (ملازم في الحرس الجمهوري) . وكان يستقل سيارة( فولكس واكن صنع البرازيل) ،وغالبا ماكانت توزع هدايا للجيش في النظام السابق .
وكان مختالاً بنفسه يتلفت يميناً ويسارا ويتخطف بأنظاره الوقحة الصبيانية الفتيات وغير مهتم لحركة المارة وأزدحام الشارع حتى صدم سيارة نوع ( أولدز موبيل) من الخلف .
نزل رجل كبير في السن يلبس ملابس عربية ( دشداشة وعقال) وقال له ماذا فعلت .
ونزل الضابط المراهق وقال له بلهجة متعجرفة اليوم كذا وسأفعل بك كذا وكذا وأنهال بضرب الرجل المسن مع ( سب وشتم ) .
وتبين من كلام الرجل المسّن بأنه كان يوصل أحداً من أولاده للجامعة .
وفجأة حضر رجل المرور. وماكان منه إلا أن يصطف بجنب الضابط المراهق ويلوم وينتقد خصمه.
وللعلم أن القانون صريح بأن من يصدم سيارة واقفة بموقف صحيح من الخلف تكون العقوبة والغرامة عليه .
وهنا حدثت المفاجئة طلب شرطي المرور هوية الأثنان وتبين بأن الرجل المسن هو أمين سر القيادة العامة للقوات المسلحة ( الفريق الركن حسين رشيد التكريتي).
وعندها طلب من الشرطي المرور بأن يكلم ضابط القاطع ومدير المرور العام .
أنقلب الموقف 180 درجة وصار الضابط والشرطي يترجون الرجل المسن بالسماح وحتى صاروا يقبلون يديه. ولكنه رفض وقال لهم سوف أقدمكم للعدالة .
وضحك الجميع من كان حاضراً مسرحية الشارع ومن كلمة العدالة .
وتخيلنا بأن الموقف لو كان معنا .
العدالة يجب أن يفهمها ويطبقها الجميع بلا أستثناء .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha