المقالات

معاشي الذي ربما افقده..!

1358 2020-12-21

 

حسين فرحان||

 

شعر يقاوم عدو الشمس، وأحرف تخرج كما الرصاص من فوهات البنادق، تستنكر ظلما وتدفع حيفا وتكتب للتاريخ انها ستقاوم، مثل الأرض ستقاوم، ومثل الانسان المنهك من وطأة سرقة السهول والروابي ستقاوم.

كتب شطر البرتقالة الثاني قصيدته (خطاب في سوق البطالة) وهو يعلن انتفاضة روح مسها من الضر مالم تعد تحتمله، فامتلأت ( يا عدو الشمس ) بافتراضات استهلت أغلبها ب(ربما) واختتمت بتحد ومقاومة.

كتب سميح القاسم قصيدته المليئة بالحماسة لتطرق مسامع الدويلة اللقيطة، وليعلن بها استنكاره لوجود وممارسات هذا الكيان الغاصب، فالافتراضات التي ذكرها تحققت جميعها، وكأن احرف ابياته تكتب نبوءة لا قصيدة.

تذكرت اليوم قصيدة قاسم وتذكرت قاسم حين رأيت حكومتي تزحف نحو معاش الشعب وتظهر المسكنة والمعاناة من تركات ثقيلة لطالما رددتها الحكومات السابقة، وهي تلقي بالمسؤولية على أسلافها وتعيد على المسامع نغمة مملة في اسطوانة قديمة.

تذكرت ما كنا نردده في مناهج الدراسة ايام زمان ومطلع قصيدة حفظناها عن ظهر قلب ( ربما افقد ما شئت معاشي )، والذي ذكرني به ذلك الاستفزاز الحكومي لمشاعر شعب تعتزم حكومته وبرلمانه احراق ما تبقى له من أوراق يمارس بها الحياة بين هذه الانقاض.

مسودة لقرارات اصلاحية يتم تسريبها، ولسنا نعلم كيف سربت ولماذا سربت؟ هل سربت بسبب التسيب واللامهنية المعهودة.. ام انها سربت عن عمد لجس نبض هذه القلوب التي ماعادت تعرف معنى أن يكون النبض طبيعيا؟.. أم أنها سربت ليكون استنكار ماجاء فيها دعاية انتخابية؟

اصلاحات.. هذا ما أعلنت عنه الجهات ذات القرار وهي تتخذ دور العطار الذي سيصلح ما أفسده الدهر المحاصصاتي..

اصلاحات.. الكلمة التي نافست (المحال) في عدم الوقوع والحصول او التحقق.. فما مضى من اعوام ترك هذه الانطباعات لدى الناس وجعل بعضهم يردد: ( انا أشك ّاذن انا موجود)، فتصريحات تتخللها وعود بالاصلاح، وتلميحات بمحاولات جادة للاصلاح، ونوايا ومساع وغيرها مما يتخذ من الاصلاح محورا له، كلها اصبحت اليوم ضمن دائرة ( الاكاذيب) وخاضعة بامتياز لمذهب الشك (الديكارتي) أوالعراقي الذي تأصل بفعل الوعود العرقوبية لحكوماتنا المنتخبة.. والغريب في أمر هذه الاصلاحات أنها فساد جديد يرتدي حلل الحرص والغيرة.

آخرها ماسربته أياد خفية من خطة لأدارة الأوضاع الراهنة بطريقة تجعل من سنة 2021 سنة لشرود الذهن وضرب الاخماس بالأسداس ليدخل البلد سنة أخرى من السبع أو العشر أو الخمسين العجاف، وسيكون للدولار المرتفعة قيمته وللمعاش المسلوبة هيبته دور الريادة بين أروقة المقاهي وأحضان باصات النقل العمومي وفي الاستوديوهات الفارهة للقنوات الفضائية، وسيعبر عنه أهل الاختصاص بالمصطلحات الاقتصادية والقانونية كل حسب وجهة نظره، وسيعبر عنه في طرف آخر تحيط به هالة الفطرة النقية والبساطة بأنه (جوع) في بلد ينبغي أن يكسو شوارعه الذهب، وربما نحتاج لقصيدة كالتي كتبها سميح يتحدى بها المحتل ويستعرض بها فقد المعاش وبيع الفراش وأظنها ستكون أطول منها بكثير فالعراق ليس على مايرام مع وجوه لم تجلب له الخير يوما.

...................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك