المقالات

صدمة الإصلاحات..الابعاد والنتائج

1040 2020-12-21

 

قاسم الغراوي||

 

فكرة نظرية الصدمة الأساسية تقول: إذا أردت أن تجعل الطرف الآخر ملكاً لك، ولأفكارك وقراراتك ؛ فعليك أن تلغي الإحساس بالحاضر، ولكي تفعل ذلك، عليك أن تخضعه لصدمة كبيرة، تعطل بها جميع الحواس، ليعجز عن فهم ما يدور حوله وإدراكه، كما لو كان غائباً عن وعيه، لتمسح بها الإنسان القديم، وترجعه صفحة بيضاء؛ حتى تكتب عليها ما تريد، عندها تجعله مستسلماً موافقاً لكل ما تلقنه من أفكار .

 ميلتون فريدمان، طبق نظرية الصدمة بشكل أوسع على شعب كامل؛ كي يسمحوا للشركات العالمية العابرة القارات بأن تتحكم في اقتصاد دولتهم، وكان أول بلد جرى تطبيق النظرية عليه هو تشيلي! وبدأ الأمر بتدبير انقلاب عسكري فيها، تمهيداً للصدمة، حيث ارتفعت الأسعار والبطالة، وانتشرت أعمال الشغب، وأُصيب الناس بالشلل في التفكير، فلم يعودوا يفهمون ماذا يجري، وكيف الخلاص! وعند اكتمال تأثير الصدمة، تم عرض الحلول المستهدفة لاخراج البلد من الكارثة، وذلك بأن تتحول تشيلي إلى اقتصاد السوق الحرة، لتسوده الشركات العالمية، ومعها قبلت تشيلي ذلك؛ شعبا وحكومة! ولم تكن تشيلي إلا الحلقة الأولى في مسلسل نظرية الصدمة، حيث طبقت هذه النظرية بعدها على عدة بلدان، شرقاً وغرباً .

ولكونه صعب المراس  فالشعب العراقي مستهدف من خلال الصدمة دوليآ لتغيير مواقفه وقناعاته ومحاولة محاربته في لقمة عيشه رغم أن الحكومات فيه جاءت بالديمقراطية أو بالتوافق فالذي يحصل له أبعاد خارجية لها اسقاطات على الواقع العراقي غدا وبعد غد ومااقر اخيرا من الحكومة العراقية هي شروط للبنك الدولي لمعالجة الأزمة الاقتصادية مقابل الاقتراض وهذا ما نوهت عنه الورقة البيضاء وحينما يزداد الاقتراض يعلو سقف مطالب البنك الدولي  يبدأ بشرط طلب تقليل الرواتب إلى زيادة أسعار المحروقات مرورا بالضرائب وتدخلا في فرض سياسة اقتصادية وهي اقتصاد السوق الحر .

والسوق الحر (بالإنجليزية: Free market)‏ نظامًا تُنظّم فيه أسعار السلع والبضائع ذاتيًا بواسطة السوق المفتوحة والمستهلكين أيضًا. ولا يحتوي السوق الحر على  قوانين العرض والطلب ولن يكون هناك أي تدخل من جانب حكومة أو سلطة أخرى، وتخلو من جميع أشكال الحصانة الاقتصادية .

قد تكون الأزمة خانقة وتتحملها السياسات الاقتصادية الخاطئة للحكومات السابقة والحكومة الحالية ومع ازدياد سعر برميل النفط ، لكن بالإمكان اللجوء لخيارات أخرى وبدائل تقلل من الضغط على المواطن وهي كثيرة أكد عليها الخبراء والمختصين أبرزها تعظيم الموارد وضغط النفقات واسترجاع الأموال المنهوبة وجباية الضرائب ،واسترداد ديون الهاتف النقال، وكشف ملفات الفساد وتقديم رؤوس الفساد للقضاء والسيطرة على المنافذ الحدودية  فالمواطن العراقي لن يبقى مشروع تضحية وللابد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك